ابتهال أبو السعد

ابتهال أبو السعد

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

ابتهال أبو السعد فتاة مغربية، تخرجت من جامعة هارفارد، تخصصها علوم الحاسب والسايكولوجي، ما هيّأ لها العمل في شركة مايكروسوفت، وخلال احتفال الشركة بذكري مرور خمسون عاما علي تأسيسها، وفي أثناء حديث مصطفي سليمان المدير التنفيذي -سوري الجنسية، العربي المسلم- لقسم الذكاء الاصطناعي بالشركة، قاطعته ابتهال بانفعال شديد واتهمته بالدعم الواضح للكيان الصهيوني، لم يتعد انفعال ابتهال أكثر من دقيقة لتصرخ فيهم بحقيقتهم، وتكشف أكاذيبهم، لتصرخ فيهم بأنهم قتلة، وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء، ومذكره إياه بعقد 133 مليون دولار، وتدخل المنظمون لإخراجها من القاعة.

ولم تكتف ابتهال بذلك بل أرسلت إيميل لكل موظفي الشركة لتوضيح موقفها، وأنها لم تعد تستطيع الصمت، بعدما علمت أن عملها في فريق الذكاء الاصطناعي يوظف في عمليات الإبادة في غزة، عبر عقود بين الشركة والكيان المحتل، وكشفت وثائق في وقت سابق عن تلك العلاقة بين الشركة وجيش الاحتلال بتقديم كل أنواع الدعم والاستشارات لسنا هنا محل تحقيق فيه.

لكننا هنا أمام مشهد رائع وعفوي وتلقائي، انتصرت ابتهال علي كل مخاوفها، انتصرت لإنسانيتها، وعروبتها، ودينها،  وتحررت من كل القيود وفضحت الشركة التي تعمل فيها، بأنها شريك في عملية المراقبة والقصف والإبادة عبر شفراتها.

لكم أن تتخيلوا فتاة خريجة هارفارد، وتعمل في أكبر الشركات في العالم، تتخلى عن كل هذا النجاح والاستقرار والمستقبل وتنتصر لضميرها ومبادئها، وتعلن رفضها للظلم والقتل وحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها العصابات الصهيونية ضد أهلنا بفلسطين، وتوصم مديرها المباشر بسفك الدماء، ومتهمة شركاتها بأنها شريك في تلك العمليات.

وبكل عزة نفس وكرامة ونخوة ضحت ابتهال بمستقبلها، وعملها، وهي تعلم مدي الضرر الذي سوف يلاحقها من مضايقات وملاحقات وضربت مثل وقدوة لكل الأحرار الذين يرفضون الظلم.

هي اختارت وقت الاحتفال لتعلن للعالم أنها حرة، بريئة من الدم الفلسطيني المسفوك بسبب الصمت والخوف، لتعلن أن الصمت خيانة، وهي لا تخون مبادئها، وتقدم رسالة للعالم أن ينتفض ضد تلك الوحشية والبربرية الصهيونية، وأن عليهم ان ينتصروا لإنسانيتهم وضمائرهم.

وللعالم العربي والإسلامي أن ينتفض ليصرخ بأعلى صوته لوقف تلك الحرب البربرية بكل السبل التي يمتلكونها، وهي متاحة وكثيرة لكنهم أخفقوا وتخاذلوا أن يتحركوا لنصرة شعبنا الفلسطيني، ولم يقدموا سوي الشجب والإدانة.

كانت صرخة ابتهال، رسالة إلى قادة العالم، أن لكل ظالم نهاية، وأن الحقيقة التي تغيبونها واضحة للقاصي والداني، عليكم أن تشاهدوا غزة وهي تحولت إلى أنقاض، بعد أن هدموا البيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات وكل البنى التحتية، بعد أن قتلوا الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، بعد أن حاصروا غزة وسكانها العزل ومنعوا دخول المساعدات الإنسانية، ومن لم يمت بالرصاص قتل من الجوع والمرض.

لقد صرخت ابتهال وهي تعلم ان المجتمع الدولي قد مات، وتم وئد منظماته الدولية والأممية والحقوقية والإنسانية، صرخت ولسان حالها يقول اللهم انا مظلمون فانتصر.

سجلت ابتهال موقف للتاريخ، وستظل مصدر فخر لكل أحرار العالم، علي ابويها ان يفتخروا فقد أحسنوا الزرع وقد كان الحصاد موقف سيعيش ما بقيت الحياة.

الغريب في الوقت الذي تبوأت فيها ابتهال بكل فخر المواقع والمنصات علي موقفها المشرف، كان في نفس الوقت يكيلون الاتهامات المخزية لفتاة مصرية باعت نفسها لشيطان المادة، وأعلنت وعبر قناة عبرية موقفها الداعم لجيش الاحتلال في حربه ضد حماس، ومتهمة حماس بالإرهاب، وأننا يجب علينا أن نقف مع إسرائيل فهي تحارب المتطرفين في كل المنطقة نيابة عنا، بل لم تكتف بذلك فنشرت صورة عبر الذكاء الاصطناعي لفتيات من إيران وإسرائيل وتركيا والسعودية، وهي تتمنى أن تجلس نساء الشرق الأوسط معا يحكون ويضحكون.

 ونصبت من نفسها من دعاة السلام، بل وخرجت بعد كل تلك الموجه العنيفة والمستحقة ضدها، وبكل وقاحة تصر على كل مواقفها في دعم العدو، وأن معركتها الحقيقية ضد المتطرفين والإسلاميين والإرهابيين حتى تحقق السلام في الشرق الأوسط، لا يسعني أن أذكر اسمها حتى لا أدنس تلك الكلمات التي نحتفي فيها بموقف مشرف لفتاة عربية مغربية، وشتان بين الموقفين.

فربوا وعلموا أولادكم ليكونا مثل ابتهال، فهذا فخر ما بعده فخر.