كاتبة بريطانية: ضميرنا لن يسمح بالصمت على مذابح إسرائيل

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
قالت الكاتب البريطانية نسرين مالك، إن الضمير العالمي لم ولن يسمح بالصمت على مجازر إسرائيل.
وذكرت مالك في مقالها عبر صحيفة الجارديان، أنه وفي وقت تتصاعد فيه بشاعة المجازر في غزة، تتعاظم محاولات إسكات الأصوات التي تعبّر عن الغضب أو حتى مجرد الحزن، لكن ما يحدث، رغم كل محاولات طمسه أو تأطيره بلغة دبلوماسية باردة، يفضح حجم الخطر الحقيقي الذي يتهدد العالم: خطر تجريد الشعوب من إنسانيتها.
مجازر إسرائيلية مروعة في غزة
وأضافت مالك: لأكثر من عام ونصف، أُجبرت وسائل الإعلام ومواقع التواصل على عرض صور مشوّشة ومقاطع فيديو مسبوقة بتحذيرات من مشاهد صادمة، لكن الواقع في غزة يتجاوز كل تحذير، رأيت مؤخرًا جثة طفل بلا رأس، وشاهدت أطرافًا بشرية ممزقة تُجمع في أكياس بلاستيكية. سمعت أنين المصابين وصمت القتلى المكدسين جنبًا إلى جنب، عائلات بأكملها أُبيدت. في غزة، لا يوجد اعتياد على الموت، بل هناك تصعيد دائم في طرق القتل لا تترك للعقل مساحة للتأقلم.
ورغم هذا العنف المروّع، والحديث ل مالك، تواصل السياسة طريقها في مسارين: إما التهوين والتقزيم، عبر دعوات فارغة للعودة إلى طاولة المفاوضات كما لو كنا أمام خلاف بين جيران، أو قمع من يرفض الصمت. في بعض الدول، أصبح مجرد الدعوة لوقف الحرب فعلًا يعاقَب عليه. هكذا يُجرَّد الفلسطيني من إنسانيته، ويُنفى من الواقع، وتُفصل غزة عن كوكب الأرض جغرافيًا ومعنويًا.
الصحفيون الأجانب ممنوعون من الدخول. المراسلون المحليون يُستهدفون بالقتل. المساعدات تُحاصر. عمال الإغاثة يُغتالون. وحتى حين تتحدث المؤسسات الدولية عن جرائم حرب، يتم تجاهلها أو مهاجمتها من قبل داعمي إسرائيل.
ورغم كل ذلك، فإن الأدلة على عدم قانونية وهمجية الهجوم الإسرائيلي تتراكم، والحديث دوما ل مالك. الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية عاملين من الهلال الأحمر ودفنتهم مع سياراتهم. وثّق أحدهم لحظاته الأخيرة بكاميرا هاتفه، نافيًا الادعاءات الإسرائيلية، قبل أن يُعثر عليه وقد أُطلق عليه الرصاص في رأسه. في الفيديو، يطلب من والدته أن تسامحه لأنه اختار مهنة محفوفة بالموت.
وتقول مالك: هذا مجرد مشهد واحد من مشاهد لا نعرف عنها شيئًا، لأن معظمها يُدفن في ظلام غزة دون أي كاميرا تُوثق، دون صوت يروي.