بوتين في علاقته مع إيران وإسرائيل: عدم تقديم الدعم العسكري لطهران واحتمالية الحل لتل أبيب

في خضم تصعيد إيراني إسرائيلي غير مسبوق، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات تعكس محاولته العمل على تهدئة التوتر الإقليمي.
وتواجه روسيا تحديات كبيرة في أن تُقنع الأطراف الغربية بجدية حيادها، خاصة في ظل سجلها علاقاتها الممتدة مع إيران في أكثر من ساحة.
«حل ممكن»
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحفي متلفز في مدينة سان بطرسبورغ، إنّه «يمكن إيجاد حل» يلائم الطرفين، إيران وإسرائيل، مشددًا على أن «علينا أن نكون حذرين للغاية، لكنني أعتقد أن اتفاقًا ممكنًا يصب في مصلحة الجميع».
في الوقت نفسه، أكد بوتين أن الضربات الإسرائيلية، بدلًا من إضعاف النظام الإيراني، أدت إلى «تعزيز الدعم الشعبي للقيادة السياسية» في طهران، ملمّحًا إلى أن التصعيد الإسرائيلي قد يعود بنتائج عكسية من حيث الاستراتيجية.
نفي الدعم العسكري
ردًا على سؤال بشأن الدعم العسكري الروسي لإيران، نفى بوتين بشكل قاطع أن تكون طهران قد طلبت ذلك: «أصدقاؤنا الإيرانيون لم يطلبوا منا أي مساعدة عسكرية».
وكان هذا النفي بمثابة رسالة مزدوجة، من جهة للتقليل من احتمالات التورط المباشر، ومن جهة أخرى لتخفيف الضغوط الغربية المحتملة على موسكو وسط أزمات متعددة أبرزها أوكرانيا.
الموقف من استهداف خامنئي
عند سؤاله حول الموقف الروسي من سيناريو اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، تحاشى بوتين الإجابة المباشرة مكتفيًا بالقول: «أنا لا أريد حتى مناقشة هذا الاحتمال».
وقد فسّر هذا الرد الغامض على أنه مؤشر على رفض روسيا لمزيد من التصعيد، وفي الوقت نفسه امتناع عن الانحياز العلني لأي طرف في حال حصلت تطورات ميدانية دراماتيكية.
إسرائيل وإيران.. علاقات معقدة
تاريخيًا، حافظت روسيا على علاقات جيدة مع إسرائيل، خصوصًا في ظل وجود جالية روسية كبيرة داخلها، لكنّ هذه العلاقة تضررت منذ بداية العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في 2022.
وزادت تعقيدًا بفعل الموقف الروسي المنتقد لحرب غزة، ما دفع موسكو إلى تعميق تعاونها مع إيران، لا سيما على الصعيدين العسكري والسياسي.
وساطة مرفوضة من الغرب
منذ بدء التصعيد بين طهران وتل أبيب، عرضت موسكو وساطتها لحل الأزمة. وأعاد الكرملين هذا العرض يوم الأربعاء، غير أن الاستجابة الغربية كانت فاترة، إذ اعتبر الاتحاد الأوروبي أن روسيا «لا يمكن أن تكون وسيطًا محايدًا» بالنظر إلى تورطها في الحرب الأوكرانية وتحالفها المتنامي مع إيران.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد بدا في البداية منفتحًا على فكرة الوساطة الروسية، لكنه غيّر نبرته في وقت لاحق قائلًا بسخرية: «طلب مني أن يقوم بالوساطة، فقلت له: قدم هذه الوساطة لنفسك أولًا. دعنا نهتم أولًا بوساطة من أجل روسيا».