مصدر إيراني يكشف عن قبول اقتراح ترامب للقاء قريب.. ومفاوضات مرتقبة في جنيف

مصدر إيراني يكشف عن قبول اقتراح ترامب للقاء قريب.. ومفاوضات مرتقبة في جنيف


في خضم التصعيد العسكري المستمر بين إيران وإسرائيل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، الأربعاء، عن تطور لافت في المسار الدبلوماسي، إذ نقلت عن مسؤول إيراني رفيع أن طهران ستقبل عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد اجتماع مباشر قريبًا.

ووفقًا للصحيفة، فإن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مستعد للقاء ترامب بهدف بحث وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في خطوة تعكس تحولا في الموقف الإيراني بعد أيام من الهجمات المتبادلة، والتي أودت بحياة العشرات من الجانبين، ودفعت المنطقة نحو شفا مواجهة واسعة النطاق.

إيران «منفتحة» على الحوار 

ورغم تحذير المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الأربعاء، من أنّ أي هجوم أمريكي على إيران «سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه»، ورفضه لفكرة التفاوض مع واشنطن، فقد أفاد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية، طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن بلاده مستعدة لقبول عرض ترامب بعقد لقاء قريب.

وأوضح أن وزير الخارجية عباس عراقجي قد يوافق على لقاء لمناقشة وقف إطلاق النار، رغم أن ترامب يرغب في أن تتركز المحادثات على الملف النووي الإيراني. وأكد عراقجي أن بلاده ستعود إلى المسار الدبلوماسي إذا أوقفت إسرائيل هجماتها، مضيفًا أن «مكالمة واحدة» من ترامب إلى بنيامين نتنياهو كفيلة بإنهاء الصراع.

ومنذ الثورة الإيرانية عام 1979، لم يُعقد أي لقاء بين مسؤولين إيرانيين ورئيس أو نائب رئيس أمريكي، فيما كانت اللقاءات مع وزراء أمريكيين نادرة.

وكان من المقرر عقد لقاء بين عراقجي ومبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف في عمان، لكن اندلاع الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران حال دون ذلك.

وطالب نتنياهو علنًا بانضمام أمريكا إلى الحرب، لا سيما لاستخدام أسلحة خارقة للتحصينات لا تملكها إسرائيل.

وذكرت تقارير أن ترامب لمح لاحتمال قصف منشآت إيرانية أو حتى استهداف المرشد الأعلى مباشرة، إلا أنه قال الأربعاء إنه لم يتخذ قراره النهائي، مشيرًا إلى أن «الدبلوماسية لا تزال ممكنة».

وفي خطاب متلفز، قلل خامنئي من تأثير الحرب، زاعمًا أن «الحياة تسير بشكل طبيعي».

مهلة نهائية

وفي تحول لافت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إن طهران تواصلت مع واشنطن وتريد التفاوض، لكنه شدد على أن «صبرنا قد نفد».

وأوضح أن الإيرانيين عرضوا زيارة البيت الأبيض، واصفًا ذلك بأنه «عرض شجاع»، لكنه أشار إلى أن توقيت التواصل جاء متأخرًا، قائلاً: «هناك فرق هائل بين أن يتم ذلك اليوم وقبل أسبوع».

وحذّر ترامب من أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا، وربما لا ينقضي دون اتخاذ إجراء، مضيفًا: «منحنا إيران مهلة نهائية». وأكد أن طهران «عاجزة تمامًا» ولا تمتلك منظومة دفاع جوي كافية، ملمحًا إلى أن الضربات الأمريكية قد تكون حتمية في حال استمرار التصعيد.

من جانبه، رفض وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الكشف عمّا إذا كانت البنتاغون قدمت خيارات للرئيس ترامب بشأن ضربة محتملة، لكنه أكد أن الوزارة «جاهزة لتنفيذ أي قرار يتخذه الرئيس يتعلق بالحرب أو السلام».

لقاء بجنيف

في السياق ذاته، أفاد مصدر دبلوماسي ألماني لوكالة «رويترز» بأن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سيجرون محادثات مع نظيرهم الإيراني يوم الجمعة في جنيف، بحضور مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس.

وتأتي المبادرة الأوروبية وسط مخاوف من تصعيد أكبر في المنطقة، وتهدف إلى دفع إيران لتقديم ضمانات بعدم استخدام برنامجها النووي في تطوير سلاح عسكري.

كما أشار المصدر إلى أن هذه المحادثات ستُستكمل بجلسات على مستوى الخبراء، بالتنسيق مع واشنطن.

تحذيرات أوروبية 

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن دعمه العلني للهجوم الإسرائيلي، محذرًا الإيرانيين من «دمار أكبر» إن لم يوقفوا التصعيد، فيما ناشد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول طهران العودة للمفاوضات، مؤكداً أن «الأوان لم يفت بعد».

وفي مؤشر على قلق متزايد من تحول النزاع إلى حرب إقليمية مفتوحة، تكثف الدول الأوروبية وتركيا ودول عربية جهود الوساطة، حيث يُتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا الجمعة، بطلب من بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، لمناقشة تطورات الهجوم الإسرائيلي وردود طهران المتصاعدة.