جزيرة قوريا التونسية: كنز البحر الأبيض المتوسط المخفي يتلألأ في قلب مدينة المنستير

جزيرة قوريا التونسية: كنز البحر الأبيض المتوسط المخفي يتلألأ في قلب مدينة المنستير


جزيرة قوريا هي واحدة من الجزر التونسية الخلابة، تقع قبالة سواحل مدينة المنستير، وتتميّز بجمالها الطبيعي وبيئتها البكر، ما يجعلها وجهة مفضّلة لعشاق الطبيعة والبحر.

تنتمي الجزيرة إلى أرخبيل صغير، وتُعدّ الأكبر والأشهر ضمن الجزر الواقعة على الساحل الشرقي التونسي. تبعد حوالي 15 كيلومترًا عن مدينة المنستير، ويمكن الوصول إليها عبر قوارب تنقل الزوار والسياح من المدينة، في رحلة بحرية تستغرق نحو ساعة.

تتمتع قوريا بشواطئ رملية بيضاء ومياه صافية، ما يجعلها مثالية لممارسة السباحة والغطس واستكشاف الحياة البحرية. تنطلق الرحلات البحرية المنظمة من ميناء “مارينا” في المنستير يوميًا في الساعة التاسعة صباحًا، في رحلة ساحرة بين أمواج البحر الأبيض المتوسط، حيث يستقبل الركاب مشهد مرح للدلافين وهي تقفز من الماء مرحبة بهم.

قوريا تتبع مدينة المنستير، التي تعود جذورها إلى العهد الفينيقي، وكانت تُعرف باسم “روسبينا”، وهي مستعمرة فينيقية أسسها مهاجرون من صور عام 509 ق.م، وذُكرت في معاهدة بين القرطاجيين والرومان، واتخذها يوليوس قيصر لاحقًا قاعدة عسكرية.

وقال خليل المدب، الناشط في المجتمع المدني، لـ”العين الإخبارية” إن جزيرة قوريا تُعتبر إحدى الجواهر المخفية في الساحل التونسي، وتُعدّ وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والهدوء، ما يجعلها تستحق الزيارة.

وأضاف أن قوريا تتميّز بشواطئها النقية وتستقطب السياح التونسيين والأجانب، مشيرًا إلى أن أرخبيل قوريا يضم جزيرتين قاريتين وعددًا من الجزر الصخرية الصغيرة.

وبيّن أن جزيرة قوريا الكبرى يبلغ طولها 3.5 كيلومتر وعرضها كيلومترين، بمساحة إجمالية تُقدّر بنحو 270 هكتارًا، وتفصلها عن قوريا الصغرى (كونيليارة) مسافة ميلين، بمساحة تقارب 100 هكتار، وتكوّن معظمها من أراضٍ منخفضة وسهول مدٍّ وجزر.

وأوضح أن أرخبيل قوريا يُعدّ أكبر ملجأ للسلاحف البحرية في البحر المتوسط، حيث تضع أعشاشها وتفرّخ بيضها. وتتولى الجمعية البيئية “أزرقنا الكبير” مراقبة الجزيرة وحماية الحياة البرية فيها.

من جانبه، قال فواز بن حليمة، المندوب المحلي للسياحة في المنستير، لـ”العين الإخبارية”، إن مؤشرات القطاع السياحي إيجابية وتُبشّر بموسم واعد. وأكد أن النتائج المتوقعة ستكون أفضل من عام 2024، مشيرًا إلى تسجيل زيادة بنسبة 2.3% في عدد الليالي المقضاة منذ بداية السنة حتى يونيو، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.