وساطة بوتين بين إسرائيل وإيران: خطة روسية تواجه الجوانب التحفظية

عرض روسي بالوساطة بين إسرائيل وإيران يصطدم بـ«تحفظ» من تل أبيب، وفق الكرملين، رغم انفتاح أمريكي يواجهه أيضا رفض أوروبي.
وتدور مواجهات منذ الغارات التي نفذتها إسرائيل الجمعة على إيران التي ردت بإطلاق الصواريخ والمسيرات، ما أثار مخاوف من تصعيد الحرب بين العدوين اللدودين إلى درجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا إلى “إخلاء طهران فورا”.
ورغم دعوات المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية، لا يظهر أي من الجانبين أي علامات على تخفيف حدة المواجهة التي بدأتها إسرائيل بهدف معلن وهو منع إيران من حيازة السلاح النووي.
«تحفظ إسرائيلي»
واليوم الثلاثاء، أكد الكرملين استعداده للعب دور الوسيط في النزاع بين إسرائيل وإيران إلا أنه رأى أن اسرائيل “متحفظة” على القبول بوساطة خارجية، بعد أن اقترح الرئيس فلاديمير بوتين التوسط في النزاع.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “في الوقت الحالي، نلاحظ تحفظا تبديه إسرائيل في اللجوء إلى الوساطة والانخراط في مسار سلمي نحو التسوية”.
وأضاف “ندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس حتى يتمكنا، بطريقة أو بأخرى، من الانخراط في مسار نحو تسوية سياسية ودبلوماسية”.
والجمعة حين بدأت اسرائيل بتنفيذ ضرباتها، أعلن بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “استعداده لأداء دور الوسيط بهدف تفادي تصعيد جديد”، بحسب الكرملين.
انفتاح ورفض
وبعدها بيومين، وتحديدا الأحد، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من جانبه، عن “انفتاحه” على أن يؤدي بوتين دور وساطة في النزاع، لكن الاتحاد الأوروبي رفض هذا الاقتراح، معتبرا أن روسيا “لا يمكن أن تكون وسيطا موضوعيا”.
وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي أنوار العوني الإثنين إن مصداقية روسيا “معدومة” وهي “تنتهك القانون الدولي باستمرار”.
وتحافظ روسيا على علاقات جيدة مع إسرائيل التي تضم جالية كبيرة ناطقة بالروسية، لكن هذه العلاقات تأثرت بعد الحرب الروسية-الأوكرانية، كما انتقدت روسيا بشدة حرب إسرائيل في قطاع غزة.
النزاع مستمر
في غضون ذلك، تستمر الضربات بين إسرائيل وإيران وسط مخاوف من ارتدادات النزاع على أمن واستقرار الشرق الأوسط، المنطقة الطافية على فوهة الأزمات والتوترات.
واليوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عدة مواقع في غرب إيران، وذلك بحسب بيان عسكري.
وجاء في البيان “قبل وقت قصير، أنهى سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الغارات في غرب إيران. وكجزء من هذه الغارات، تم استهداف عدد من المواقع وعشرات منصات لإطلاق صواريخ أرض-أرض”.
وضمن خطوات مماثلة، أعلنت البرتغال الثلاثاء إغلاق سفارتها في طهران مؤقتا أمام “خطورة الوضع الراهن”، وذلك في اليوم الخامس من المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، حسبما صرح وزير الخارجية باولو رانغيل في لشبونة.
وأوضح الوزير لوسائل إعلام محلية على هامش نقاش برلماني “سيكون هذا الإغلاق موقتا، سيتم الانتقال إلى دولة أخرى لدينا فيها سفارة، وسيُعاد فتح السفارة في أقرب وقت”.
«أضرار مباشرة»
من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أن الجزء السفلي من مفاعل نطنز تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران.
وكانت الوكالة قد قالت الإثنين إن “لا مؤشرات” لديها على ذلك، وقدّرت أن يكون القسم الموجود فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم هو الذي تضرر فقط، إلى جانب بنى تحتية كهربائية.
لكن “استنادا إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جُمعت بعد هجمات الجمعة، رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز”، على ما قالت الوكالة الأممية في منشور على إكس.
ولم تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي تفاصيل أخرى في هذه المرحلة.
يضم مفاعل نطنز نحو 70 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي في منشأتي التخصيب، وإحداهما تحت الأرض.
aXA6IDE1NC43My4yNDkuNDUg