آخرها إضراب نصرة غزة.. كيف أصبحت الإضرابات سلاح الفلسطينيين حين يخذلهم الجميع

آخرها إضراب نصرة غزة.. كيف أصبحت الإضرابات سلاح الفلسطينيين حين يخذلهم الجميع

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

شهد تاريخ القضية الفلسطينية عددًا من الإضرابات المعروفة التي حدثت في أوقات حرجة لم يجد فيها الفلسطينيون سوى إرادتهم للتوحد بفعل واحد يعطل سير الحياة اليومية في الأراضي المحتلة. فعبر التاريخ لجأ الفلسطينيون حين تنتهي مختلف الحلول إلى الإضرابات التي لم تتوقف بداية من إضراب الثورة الفلسطينية الكبرى وحتى إضرابات حي الشيخ جراح.

وتسرد جريدة الشروق تاريخ الإضرابات الفلسطينية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي منذ عهد الانتداب البريطاني وحتى معركة طوفان الأقصى، وذلك نقلًا عن كتابي “تاريخ المقاومة الفلسطينية” و”فلسطينيون منسيون”.

ثورة 1936

عانى الفلسطينيون إبان الانتداب البريطاني من قفزة في هجرة الصهاينة وبداية عمليات سلب الأراضي الفلسطينية لصالح الإسرائيليين، وحين خرجت مجموعة عز الدين القسام لمقاومة الزحف الإسرائيلي تم قمعها وقتل عز الدين القسام.

ولكن الإرادة الفلسطينية لم تتوقف ليأخذ العمال والأهالي على عاتقهم مسؤولية المقاومة مجتمعين تحت لجنة سياسية واحدة والتي حددت موعدًا للإضراب العام ليتوقف عمال النقل والمصانع عن العمل ولتخرج المظاهرات التي تصدى لها الجيش البريطاني بالعنف لقمعها، ولكن ذلك لم يوقف الإضراب الذي استمر لنصف سنة ولم ينته إلا بوعد من ملوك عرب بإيصال صوت الفلسطينيين للحكومة البريطانية والتدخل لمنع عمليات الاستيطان وسلب الأراضي.

توقف الإضراب لعدة أشهر، ولكن بعد أن تبين الفلسطينيون عدم تحقق أي من الوعود العربية تم استئناف الثورة عام ١٩٣٧ ولكن كثورة مسلحة بشن هجمات عسكرية على المستوطنين الصهاينة.

يوم الأرض

شهد عام 1976 إضرابًا ضخمًا ضمن مسيرة القضية الفلسطينية، والذي قام به فلسطينيي الداخل المحتل بعد موجة من نهب الأراضي المنظم وفق قانون إسرائيلي جديد، وفي ذلك اختار قياديون من الحزب الشيوعي تحديد يوم 30 مارس ليصبح موعد الإضراب الشامل، والذي شهد بجانب إيقاف فلسطينيي الداخل لأعمالهم موجة من المظاهرات رد عليها جيش الاحتلال بالقنابل المسيلة للدموع وإطلاق النار ما أسقط 6 شهداء على الأقل من الفلسطينيين.

وشارك أهالي الضفة وقطاع غزة وسائر المخيمات الفلسطينية بمظاهرات تضامنية، ورغم فشل الإضراب في منع سلطات الاحتلال من السيطرة على أراضي فلسطينيي الداخل، إلا أن فلسطينيي الداخل أصبح لهم تمثيل سياسي أقوى يقلل من سياسة الاضطهاد التي تمارسها عليهم دولة الاحتلال الإسرائيلي.

الانتفاضة والعصيان المدني

شن الفلسطينيون أول عصيان مدني في تاريخ القضية عام 1988 ضمن سنوات الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وكان صاحب فكرة العصيان هو عالم النفس الفلسطيني مبارك عوض، وظل يدعو لها لعامين وسط استهانة بفكرة العصيان من قبل هيئة التحرير الفلسطينية.

ولكن الحركة عادت ودرست الفكرة بعد سنوات ليبدأ الفلسطينيون بحراك واسع لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والامتناع عن دفع الضرائب وإقامة سلطة هيكلية موازية لإدارة شؤون الفلسطينيين.

وأثار العصيان ردة فعل عنيفة من دولة الاحتلال تضمنت فرض حظر التجوال ومنع دخول النقود من الأردن للضفة ومنع نقل البضائع الفلسطينية بين المدن وفتح مراكز توقيف تسع عددًا كبيرًا من المحتجزين للسيطرة على حركة العصيان.

إضراب أزمة حي الشيخ جراح وصحوة الاحتجاجات

ويعد الإضراب الفلسطيني عام 2021 والمتزامن مع أحداث حي الشيخ جراح وإقدام قوات الاحتلال على تهجير أهالي الحي بمثابة ثاني أكبر إضراب بتاريخ القضية الفلسطينية حيث شمل أراضي الضفة وعددًا كبيرًا من مناطق الداخل المحتل ليعطل الفلسطينيون الكثير من الأعمال في خطوة أثارت قلق سلطات الاحتلال، لكنها أعادت بين الفلسطينيين صحوة جديدة في مجال الإضرابات والمظاهرات بجانب المقاومة المسلحة التي ارتفعت وتيرتها في الضفة خلال نفس الفترة.