بريطانيا: يتوجب على إسرائيل إتاحة الفرصة للأمم المتحدة لإنقاذ حياة سكان غزة

بريطانيا: يتوجب على إسرائيل إتاحة الفرصة للأمم المتحدة لإنقاذ حياة سكان غزة

– عمليات مؤسسة غزة الإنسانية أدت إلى خسائر بشرية فادحة
– نحن بحاجة أيضًا إلى وقف إطلاق النار لأن المعاناة في غزة مُروّعة ولا يُمكن أن تستمر
– الأمم المتحدة قادرة على إيصال المساعدات إلى غزة، دون تعريض حياة المدنيين للخطر

طالبت بريطانيا، الاثنين، إسرائيل بالسماح للأمم المتحدة بإنقاذ الأرواح بغزة، فيما تواصل تل أبيب الهجمات على الفلسطينيين المجوعين الذين يصطفون يوميا للحصول على مساعدات إنسانية في القطاع.

جاء ذلك في بيان المملكة المتحدة في مجلس الأمن الدولي الذي ألقاه المنسق السياسي البريطاني في الأمم المتحدة فيرغوس إيكرسلي خلال اجتماع بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن، منذ 27 مايو الماضي، خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.

وقال إيكرسلي إن “عمليات مؤسسة غزة الإنسانية، التي يُفترض أن تُنقذ الأرواح، تُؤدي في حد ذاتها إلى خسائر بشرية فادحة”.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه عمليات استهداف الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات، مخلفة مئات الشهداء والجرحى في مشهد يفاقم من إبادة جماعية متواصلة للشهر 22 على التوالي، وسط اعتراف جنود ومسؤولين بالجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عمدا على مدنيين عزل كانوا يسعون فقط وراء لقمة العيش.

ووصف المسؤول البريطاني إجراءات إسرائيل في إيصال المساعدات في غزة بأنها “غير إنسانية”.

وشدد على ضرورة سماح إسرائيل للأمم المتحدة بإنقاذ الأرواح، وفتح جميع طرق وصول المساعدات، والسماح بدخول الوقود إلى غزة.

وتابع: “نحن بحاجة أيضًا إلى وقف إطلاق النار لأن المعاناة في غزة مُروّعة ولا يُمكن أن تستمر”.

وأكد إيكرسلي أن “الأمم المتحدة قادرة على إيصال المساعدات إلى غزة، دون تعريض حياة المدنيين للخطر”.

وفي معرض وصفه للوضع الحالي بغزة، قال “يُقال للفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا، وهم في أمسّ الحاجة إلى إطعام أسرهم، إن الطعام في انتظاركم، فيما تفيد التقارير بمقتل أكثر من 500 منهم أثناء محاولتهم الوصول إلى ذلك الطعام”.

وحتى الأحد، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على “المساعدات الأمريكية الإسرائيلية” قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو الماضي، بلغ 580 شهيدا على الأقل وأكثر من 4 آلاف و216 مصابا، إضافة إلى 39 مفقودا.

ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة بوجه المساعدات الإنسانية، ما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة.

وعن المخاطر التي يواجهها العاملين بالمجال الإنساني بغزة، قال إيكرسلي: “الأسبوع الماضي فقط، قُتل موظف جديد لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولقد طالبنا مرارًا وتكرارًا بإجراء تحقيقات موثوقة في قتل إسرائيل لعمال الإغاثة”.

وفي خضم إراقة الدماء في غزة، يتدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة أيضًا، وفق المصدر نفسه.

وفي الضفة، شردت العمليات العسكرية الإسرائيلية أكثر من 40 ألف فلسطيني، فيما أسفر هجوم شنه مستوطنون مؤخراً على بلدة “كفر مالك” إلى مقتل 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين، وفق ما ذكر إيكرسلي.

وأردف المسؤول البريطاني: “ندين التوسع الاستيطاني وعنف المستوطنين، ونطالب الحكومة الإسرائيلية بوضع حدٍّ فوري لهذه الأعمال غير القانونية”.

ولفت: “لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تُفكك أسس حل الدولتين بشكل ممنهج”.

وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.