هل من الضروري الصوم قبل إجراء الجراحة؟ دراسة علمية توضح الجواب.

قبل الخضوع للجراحة، عادة ما يطلب الطبيب من المريض أن يمتنع عن تناول الطعام والسوائل لعدة ساعات خشية تعرض المريض للقيء أثناء تخديره، مما قد يؤدي إلى إصابته بالالتهاب الرئوي في حالة تسرب محتويات المعدة إلى الجهاز التنفسي.
ولكن دراسة أمريكية حديثة أثبتت أن هذه الممارسة الطبية قد لا تكون ضرورية في حقيقة الأمر.
وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Surgery المتخصصة في مجال الجراحة، لا يوجد دليل علمي يثبت أن الصوم يقلل احتمالات القيء أثناء التخدير.
ويقول الطبيب إدوارد ليفنجستون رئيس فريق الدراسة من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجليس الامريكية، إن “سائر المؤسسات الطبية تطلب من المرضى الامتناع عن تناول الطعام والسوائل قبل الخضوع للجراحة، علما بأن الصوم لفترات طويلة قد يكون غير مريح، وهو أمر لا يفضله الكثير من المرضى”.
وأوضح الطبيب ليفنجستون في تصريحات للموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية، أن “الدراسة التي أجريناها أثبتت أن الصوم لفترة طويلة قبل الجراحة قد لا يكون ضروريا”.
وفي إطار الدراسة، جمع الباحثون نتائج 17 بحثا علميا أجريت خلال الفترة ما بين 2016 و2023 وشملت حوالي 1800 مريض. وأظهرت النتائج أن القيء أثناء الجراحة هو أمر نادر الحدوث للغاية، حيث حدث لدى 4 فقط من بين 801 مريضا ممن صاموا لفترات أقل من الفترة التي حددها لهم الطبيب، وحدث لدى 7 فقط من بين 990 مريضا صاموا الفترات المحددة لهم بموجب المعايير الطبية.
ويرى الباحثون أن “الصوم قبل الجراحة هو إجراء قياسي متبع منذ عقود، وتنصح به المؤسسات العلاجية، ولكن لا توجد دوريات علمية كثيرة تشير إلى المقالات الأصلية التي وصفت هذه الإجراء ولا الأدلة العلمية التي تدعمه”. وأكد الباحثون بعد تحليل نتائج 80 دراسة علمية أجريت في هذا الشأن أن معظم المرضى يصومون ساعات تفوق عدد الساعات المطلوب فعليا قبل الخضوع للجراحة.
ونصح الباحثون بإجراء بعض الاختبارات والتحاليل الطبية قبل الجراحة للتيقن من حاجة المريض للصوم ومخاطر تعرضه للقيء أثناء التخدير مثل الرنين المغناطيسي للمعدة على سبيل المثال.