كيف أظهر تقرير رقابي فشل دولة الاحتلال في ضمان أمن مواطنيها قبل النزاع مع إيران؟

كيف أظهر تقرير رقابي فشل دولة الاحتلال في ضمان أمن مواطنيها قبل النزاع مع إيران؟

كشف مراقب الدولة الإسرائيلي، ماتانياهو إنجلمان، في مسودة تقرير رسمية، عن ثغرات خطيرة في منظومة الحماية والاستقبال المدني في إسرائيل، وذلك قبل نحو أسبوع فقط من اندلاع الحرب مع إيران.

وُجّه التقرير إلى مكتب رئيس الوزراء وقيادة الجبهة الداخلية ووزارة الأمن القومي، ويأتي ضمن سلسلة تقارير أعدها مكتب المراقب في أعقاب إخفاقات 7 أكتوبر 2023، وذلك وفقا لما نشره موقع كالكاليست” العبري.

يُعد هذا التقرير متابعة لملف مزمن تعاني منه الدولة، يتعلق بإخفاق السلطات المحلية والمؤسسات المعنية في توفير الحماية الكافية للسكان، خصوصًا في المناطق السكنية المكتظة والتي تفتقر إلى ملاجئ أو غرف محصّنة. ووفقًا لإنجلمان، فإن الثغرات المكتشفة “واسعة ومستمرة”، ولم تتم معالجتها رغم التحذيرات السابقة، مشيرًا إلى أن الأمر “يتكرر في كل أزمة دون استخلاص العبر”.

رقم ثابت منذ سنوات

في جولة ميدانية أجراها إنجلمان يوم الأحد الماضي إلى مناطق بات يام ورمات جان التي تعرضت للقصف الصاروخي الإيراني، ذكّر بتقرير صدر عام 2020 عن مكتب المراقب كشف حينها أن نحو 2.6 مليون إسرائيلي يعيشون دون حماية أساسية. ورغم خطورة هذا الرقم، لم تُرصد ميزانيات كافية لمعالجة الفجوة، كما لم تُنفذ الخطط الحكومية المعلنة في هذا الصدد.

وقال المراقب: “نشرنا في 2020 تقريرًا بالغ الأهمية، ووجدنا حينها أن ملايين الإسرائيليين محرومون من أي وسيلة حماية حقيقية في منازلهم. واليوم، ورغم مرور خمس سنوات وتعرض الدولة لعدة حروب وهجمات، لم يتغير شيء تقريبًا”.

التقرير الجديد.. نفس الثغرات تتكرر

في سياق متابعة الحالة خلال الحرب الحالية مع إيران، أعدّ مكتب المراقب تقريرًا تفصيليًا جديدًا بعنوان “حرب سيوف من حديد”، تناول أداء السلطات المحلية فيما يخص الحماية والملاجئ. وقد أُحيلت مسودة هذا التقرير مؤخرًا إلى رئيس الوزراء وقيادة الجبهة الداخلية ووزير الأمن الوطني.

ويؤكد التقرير أن الثغرات “بالغة الأهمية” وتشمل عدة أبعاد، أبرزها:

• غياب الحماية الكاملة لملايين السكان في المدن والبلدات.
• ضعف أداء الملاجئ العامة، من حيث الجاهزية والمساحة والاستيعاب.
• نقص حاد في خرائط توضح أماكن السكان الذين لا تتوفر لهم ملاجئ.
• غياب آليات فعالة للاستجابة للمصابين أثناء الهجمات أو في حالات الطوارئ.

جولات ميدانية وانتقادات متصاعدة

ومنذ بدء الحرب مع إيران، كثّف إنجلمان جولاته على المناطق المستهدفة، وحرص في كل زيارة على تسليط الضوء على جوانب القصور، على غرار ما فعله في الأسابيع الأولى من حرب غزة. وفي كل مرة، يوجّه إنجلمان انتقادات مباشرة لجهات حكومية، متهمًا إياها بالتقاعس عن حماية المواطنين، رغم المعرفة المسبقة بحجم التهديدات.

ويُعدّ التقرير الجديد جزءًا من عشرات التقارير الرقابية التي يعدّها إنجلمان حول إخفاقات السابع من أكتوبر وما تلاها، ويمثل وثيقة دامغة على استمرار الفجوة بين التحذير والتنفيذ في السياسة الإسرائيلية الداخلية.