كأس الأمير .. محطات تاريخية تؤكد القيمة التنافسية للبطولة الغالية

تعد بطولة كأس الأمير لكرة القدم أهم وأكبر البطولات في قطر، والحدث الرياضي الأبرز والأهم، نظرا لتاريخها العريق، بعدما شهدت العديد من الأحداث المثيرة عبر محطات تاريخية، حفلت بالعديد من المواجهات الكلاسيكية، التي كانت زاخرة بالتنافس المحموم بين الأندية القطرية، للوصول إلى منصة التتويج.
وساهمت البطولة التي وصلت هذا الموسم لنسختها الـ 53، في زيادة التنافس بين الأندية، ما أدى لرفع مستوى كرة القدم القطرية، بعدما اكتسبت مبارياتها طابعا خاصا وندية كبيرة في مختلف المراحل، حيث كانت الأندية المشاركة تمر بأفضل ظروف فنية، مما أكسب المباريات قيمة تنافسية كبيرة.
ويظل حدث نهائي البطولة محط أنظار واهتمام جميع المتابعين كل عام، على مستوى المنافسات بين الأندية التي تتسابق للفوز باللقب الغالي، ونيل شرف مصافحة سمو الأمير المفدى الذي تحمل البطولة اسمه.
ومنذ انطلاق البطولة عام 1973، مرت كأس الأمير بالعديد من المحطات والمراحل الـمختلفة، والتي كانت شاهدة على تطورها الكبير في ظل التغييرات التي ظلت تشهدها من حيث عدد الفرق المشاركة فضلا عن النظام الخاص بالمنافسة.
وكانت تقتصر المشاركة في البطولة منذ النسخة الأولى وحتى عام 1999 على فرق دوري الدرجة الأولى التي كان يبلغ عددها تسع فرق، بحيث يتأهل أول سبع فرق في الترتيب العام للدوري القطري إلى الدور ربع النهائي مباشرة، على أن يخوض الفريقان الأخيران في الترتيب العام للدوري مواجهة من أجل حجز مقعد في دور الثمانية ومن بعدها تقام المباريات بنظام خروج المغلوب حتى النهائي.
ولم يسبق لفرق الدرجة الثانية المشاركة في بطولة كأس الأمير حتى نسخة عام 2000، والتي بدأت معها المرحلة الثانية من البطولة، حيث شهدت مشاركة أندية الدرجة الثانية للمرة الأولى، ومن ثم نيل جميع الأندية شرف اللعب في هذه البطولة الغالية.
ووفقا لنظام المرحلة الثانية من بطولة كأس الأمير، كانت الأندية التي تحتل المراكز الأربعة الأولى في دوري الدرجة الأولى تبدأ مشوار المنافسة من الدور ربع النهائي الذي كان يقام من مباراتين "ذهاب وإياب"، بينما تشارك الأندية أصحاب المراكز من الخامس وحتى الثامن من الدور الثالث، فيما يخوض الفريقان الأخيران المنافسة من الدور الثاني، بينما تبدأ فرق الدرجة الثانية المنافسة من الدور الأول.
أما المرحلة الثالثة في تاريخ كأس الأمير فقد بدأت عام 2007، واستمرت فيها البطولة بنظام المراحل الخمس ونظام خروج المغلوب من مباراة واحدة في جميع المراحل، بما فيها الدور نصف النهائي الذي عاد إلى نظام خروج المغلوب، وذلك بسبب ضغط المباريات بعد تحول الدوري القطري للمحترفين إلى الأقسام الثلاثة.
وعرفت البطولة حقبا تاريخية للعديد من الأندية التي تمكنت من اعتلاء منصة التتويج لتحظى بشرف رفع الكأس الغالية.
وعلى مدار تاريخ البطولة استطاعت 8 أندية تدوين أسمائها في سجل الأبطال، منها ناديان فقط تمكنا من الظفر باللقب لثلاث مرات على التوالي أو أكثر وهو ما منحهما فرصة الاحتفاظ بالكأس.
ويعد العربي أول ناد ينال شرف الاحتفاظ بالكأس في خزائنه بعدما توج باللقب ثلاث مرات على التوالي أعوام 1978، 1979، 1980، كما تمكن الفريق من الحصول على تسعة ألقاب في تاريخه كان آخرها عام 2023، عندما توج بالنسخة الـ 51.
أما النادي الثاني الذي تمكن من الاحتفاظ بالكأس هو الغرافة والذي توج باللقب أربع مرات على التوالي أعوام 1995، 1996، 1997، 1998.
ومن المحطات التاريخية في البطولة تتويج نادي أم صلال باللقب للمرة الأولى في تاريخه عقب صعوده لدوري الدرجة الأولى بموسمين عندما تمكن من نيل الكأس عام 2008، بفوزه في النهائي على الغرافة بركلات الترجيح (4- 1)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2.
وبالحديث عن المحطات البارزة في البطولة كانت عودة العربي للفوز بالبطولات بعد غياب امتد 30 عاما، عبر بوابة كأس الأمير بعدما توج الفريق باللقب عام 2023 بفوزه في النهائي على حساب السد بثلاثة أهداف دون رد.
وكانت أكبر نتيجة تم تسجيلها في المواجهات النهائية لبطولة كأس الأمير في موسم 1972 – 1973، عندما فاز الأهلي على الريان بستة أهداف مقابل هدف وحيد، ليبقى هذا الرقم القياسي مسجلا منذ 52 عاما حتى الآن.
يشار إلى أن أكبر نتيجة مسجلة في تاريخ بطولة كأس الأمير كانت عام 1982 عندما تغلب السد على الشمال بنتيجة (16- 2).