صناع أفلام قطريون: مؤسسة الدوحة للأفلام تنطلق بمشاريعنا السينمائية نحو العالمية

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
أكد صناع أفلام قطريون ومقيمون على أهمية الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الدوحة للأفلام في دعم إبداعاتهم ومشاريعهم السينمائية للانطلاق بأفكارهم نحو العالمية، ووضعهم على الطريق الصحيح للسير بخطوات واثقة من أجل تعزيز المنظومة الإبداعية.
وقال صناع الأفلام، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية للمواهب العربية والعالمية، يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه مؤسسة الدوحة للأفلام لصناع الأفلام الناشئين من دولة قطر وفي الكثير من دول العالم من أجل تقديم سينما إبداعية، منوهين بما قدمته لهم النسخة الحادية عشرة من الملتقى من خبرات وإرشادات من أجل تطوير أعمالهم الفنية السينمائية في مختلف مراحلها الإنتاجية.
وأضافوا أن جلسات التوجيه وورش العمل والندوات التي قدمها مختصون وخبراء عالميون في صناعة السينما خلال الملتقى، ساهمت في تعريفهم بالأدوات الأساسية لصقل مهاراتهم وتطوير مشاريعهم، بما يساعدهم على تحقيق رؤاهم الفنية، كما أتاحت لهم التواصل وتبادل الخبرات مع أسماء بارزة في عالم السينما وصناعة الإبداع حول العالم.
فمن جانبه، قال الدكتور جمال راشد الخنجي مخرج فيلم /جداري مينو/، ضمن الأفلام الوثائقية أو المقالية الطويلة في مرحلة "قيد الإنتاج"، في تصريح لـ /قنا/، إن اسم الفيلم يعني أحد أنواع الأسماك باللغة السواحلية، وهو صعب الاصطياد حول العالم، مشيرا إلى أنه بدأ العمل على الفيلم قبل خمس سنوات، حيث دعمت مؤسسة الدوحة للأفلام الفيلم في جميع مراحله سواء من الناحية المادية أو التوجيه من خلال ملتقى قمرة وخبرائها حول العالم.
وأضاف:" أتاحت مؤسسة الدوحة للأفلام لنا إيصال أصواتنا المحلية إلى العالمية، وكسر النمطية المتصلة بالشباب القطري، بما يحملنا مسؤولية مضاعفة من أجل إبراز كل ما هو جميل في بلدنا سواء كانت أعمالا درامية أو وثائقية أو غير ذلك".
ويهدف الخنجي، من خلال فيلمه، إلى طرح قضايا العلاقات العائلية من منظور رجل عربي، قائلا: "الحديث مع والدتي وأطفالي هو مما يحدث خلف الأبواب المغلقة.. الفيلم يغوص في مساحات نادرا ما يتم التطرق إليها، وأردت كسر الصورة النمطية للرجل في هذه المنطقة.. هناك رسائل عديدة غير مباشرة موجهة إلى المجتمع".
من جانبها، قالت المخرجة الجوهرة آل ثاني مخرجة فيلم /ساري وأميرة/، إن هذا المشروع الروائي الطويل في مرحلة الإنتاج، مضيفة أنها تعمل حاليا على مشروع فيلم طويل آخر استغرق 10 سنوات في كتابة نصه.
وقالت الجوهرة إن السينما العربية تشهد الآن "حالة من الاندفاع نحو التألق، ولها مكان في هذه الصناعة".
وحول انكبابها على تقديم أفلام تتعلق بالصحراء، قالت الجوهرة آل ثاني، لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الصحراء تكتنز تراثا وتاريخا كبيرين، ينبغي الغوص فيهما من أجل إظهاره للعالم واكتشافه.
بدورها، تشارك نادية الخاطر بمشروع فيلمها /كالشهاب/، الذي يدور حول شاعر محارب يدفع إلى مواجهة ماضيه.
وقالت الخاطر:" أعمل مع الكثير من الشباب، وأرى أن قاعدة المواهب تتسع يوما بعد يوم.. لقد نمت ثقافة السينما في قطر بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون اليوم بخبرات ومعرفة قوية.. بعد خمس سنوات، ستكون الأمور مختلفة تماما".
كما تشارك مريم المحمد الطالبة في جامعة نورثويسترن في قطر بفيلم /قضاء وقدر/، ويتناول قصة شابة تسعى للانفصال عن زوجها، ما يضعها في حوار حاد مع والدتها.
وقالت مريم إنها أرادت من خلال فيلمها التطرق إلى موضوع شائع وشائك في نفس الوقت وهو الطلاق، داعية إلى التفكير في أسبابه، نظرا لكونه يحمل بعدا عالميا أيضا.
من جانبها قالت آمنة البنعلي، صانعة فيلم /داخل اللوحة البيضاء/، إن صناعة الأفلام الروائية لطالما كانت حاضرة في ذهنها، وأن مؤسسة الدوحة للأفلام ساعدتها على التدرب على تقنيات الكتابة والإخراج.
وأضافت آمنة البنعلي، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن فيلمها يتناول موضوع الصحة النفسية، لا سيما بعد أن لاحظت أن العديد من الشباب أصبحوا مجمدين بسبب انغماسهم في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يشعرهم بالعجز والاكتئاب.
بدورها، تناقش الفوتوغرافية والمخرجة إيمان ميرغني في فيلمها فيلا 187 (السودان- قطر)، موضوعا شخصيا يمس الذاكرة والمكان، حيث تتناول الألم الناجم عن ترك منزل عاشت فيه عائلتها لمدة ثلاثين عاما.
أما المخرج محمد فخرو، فيتناول في فيلمه ذي الطابع الكوميدي /سالفة/ قصة مدون طعام قطري يشترك في تطبيق ذكاء اصطناعي يعده بالحصول على عدد أكبر من المتابعين، قائلا:" الفيلم يتناول التوقعات المجتمعية التقليدية حول من نكون اليوم، في مقابل الضغوط الرقمية التي تفرضها الاتجاهات العالمية".
أما فيلم /الفتى الحزين/ لـ N&LS، فيحكي قصة فتى غارق في الحزن والذكريات المؤلمة. وأشارت صانعة الفيلم إلى أن الفيلم أول تجربة لها في إخراج فيلم رسوم متحركة، وقالت: "هذا الفيلم رحلة وجدانية تربط المشاهد بالصراعات الداخلية للشخصية، وتشدد على ضرورة التعاطف والتشافي".
ومن القصص القطرية التي تناقلتها الأجيال /أبو فانوس/ (قطر- المغرب) من إخراج أميرة أبو جبارة وحورية الحداد، ويتناول قصة جد مسن يسعى لحماية حفيده من وجود غامض ومخيف في الظلام.
ويأتي من ضمن المشاريع الفنية الأخرى من قطر، مشروع غفلة (لبنان- قطر) لطوني الغزال، ويدور حول صانع ساعات دقيق يسابق الزمن لصنع الساعة المثالية لابنته الوحيدة، ومشروع غربلة (اليمن- قطر) لأفنان تاج، ويتناول قصة الخادمة المخضرمة سيتا، التي تبحث سرا بين الأمتعة المكدسة لاستعادة تذكار ثمين قبل أن يفقد إلى الأبد.
أما مشروع أنا أنت (لبنان- قطر) لميريام سلوم، فيستكشف كيف يتسرب الإرث النفسي عبر الأجيال، ويتجلى في جوانب مختلفة من الحياة، مما يؤدي إلى آثار مدمرة.
ويتناول مشروع بالفلسطيني (الأردن- قطر) للمخرج عبادة جرابي، رحلة رجل يبحث عن منزل له ولعائلته، متناولا تعقيدات الهوية والانتماء وتجربة اللجوء، بينما يتتبع مشروع أصوات الصمت (كولومبيا- الولايات المتحدة- قطر) للمخرج سباستيان ديليسكاساس، قصة ابن يكافح للتصالح مع مرض والدته، ومعنى الوطن المتغير.
يشار إلى أن ملتقى قمرة السينمائي الحادي عشر يحتضن 18 مشروعا سينمائيا من قطر، ويشارك فيه نخبة من خبراء قمرة والمتخصصين في مجال السينما، ويعكس تنوع هذه المشاريع الفنية مساهمة مؤسسة الدوحة للأفلام في بناء منظومة إبداعية مزدهرة في البلاد.
ويأتي اختيار هذه المشاريع الفنية كدلالة واضحة على النمو المتواصل لصناعة السينما المحلية، إذ تتضمن أعمالا مبتكرة في مجالات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، خلال مراحل مختلفة من التطوير والإنتاج، وتشكل المشاريع الفنية القطرية جزءا من 49 مشروعا متميزا لصناع أفلام واعدين من 23 بلدا حول العالم يشاركون في الملتقى.
وكان متحف الفن الإسلامي قد احتضن في وقت سابق ندوة سينمائية نوه خلالها المخرج الفلبيني الشهير لاف دياز بالدور الهام الذي تلعبه مؤسسة الدوحة للأفلام، ومساهماتها الكبيرة في دعم وتطوير السينما في المنطقة، مشيرا إلى أن ملتقى قمرة السينمائي يتقدم باستمرار، وقطع أشواطا واسعة في مجال صناعة السينما ودعم صانعي الأفلام الشباب.