ضم الضفة الغربية: إعلان عن نزاع جديد

ضم الضفة الغربية: إعلان عن نزاع جديد

مرة أخرى يجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة الحائط، فالأوساط السياسية غير مرتاحة لمآلات النوايا الإسرائيلية حيال الضفة الغربية، إذ كل المعطيات تتجه نحو الضم الفعلي، والشواهد التي تدلل على ذلك متعددة الأوجه، ويصطف في مقدمتها الاقتحامات شبه اليومية التي ينفذها جيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية، والاعتداءات التي ينفذها المستوطنون المنفلتون.
وساد قلق مكتوم لدى الشارع الفلسطيني، مما قد يحمله القرار الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربية، والمطبوع بمخاوف من اشتعال جبهة جديدة، ويطغى عليه طابع الإنذار من أسوأ قادم.

ويتعاظم مأزق الفلسطينيين في معادلة تبدو شائكة في منعطفين: استمرار حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة، وصفارات إنذار بأن الضفة الغربية باتت على الرادار الإسرائيلي، بينما العالم منشغل بالتوترات الإقليمية والدولية.
 ووفقاً للخبير في العلاقات الدولية وسام بحر، فإن الضفة الغربية باتت في عين العاصفة الإسرائيلية، منوهاً إلى أن الأطماع الإسرائيلية تحددها المواقيت والأهداف، إذ تزامنت خطوة الضم هذه، مع رفض الكيان الإسرائيلي الانسحاب بالكامل من قطاع غزة، بموجب أي تسوية سياسية.

وأضاف: لا تتوقف حكومة نتنياهو عن صب الزيت على النار، وفيما تتفاقم الأوضاع الكارثية بفعل الحرب الطاحنة والمجاعة القاتلة في قطاع غزة، يواصل كيان الاحتلال تأجيج التوتر في الضفة الغربية، من خلال مصادقة البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» على فرض السيادة عليها، ودعم مشاريع استيطانية واستعمارية جديدة ضمن سياستها التوسعية، واصفاً الخطوة بـ»إعلان حرب» جديدة على الفلسطينيين.
بينما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمـد التميمي، قرار الضم، تقويضا متعمدا لفرص السلام، وإجهاضا لآفاق حل الدولتين، وخطوة استباقية للمؤتمر الدولي المرتقب في سبتمبر المقبل، بمبادرة سعودية فرنسية، والمنادي بدولة فلسطينية، على حدود الرابع من يونيو 1967.

وأبان التميمي أنه في ظل حرب الإبادة التطهيرية في قطاع غزة، يأتي قرار الضم للضفة الغربية، ليشكل إعلان حرب جديدة على الشعب الفلسطيني، واستمراراً لمسلسل التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية.
ويستهجن الفلسطينيون، محاولات الاحتلال الدائمة طباعة نسخ جديدة من قطاع غزة في الضفة الغربية، واستنساخ مشاهد النزوح والتهجير والتدمير، كما يجري منذ أربعة أشهر في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ومردّ استغرابهم أن الضفة الغربية لا يوجد فيها مختطفين إسرائيليين، كي تتذرع بهم إسرائيل لشن عدوان جديد، وفق قولهم.

ولا يتردد مراقبون من التحذير والتذكير باحتمال فشل المساعي السياسية لإنهاء الحرب على غزة، ما ينذر بدخول الطرفين (الفلسطينيين وكيان الاحتلال) في مواجهة جديدة، بدأت ملامحها تظهر بقوة من خلال حراكات شعبية فلسطينية، رفضاً للممارسات الإسرائيلية، وعليه، سيكون من الصعوبة بمكان على الاطراف الراعية للعملية السياسية، تأكيد موعد الإقلاع لرحلة السلام المرجوة، إذ ثمة عراقيل في الساحتين الفلسطينية والإسرائيلية، تحول دون تحديد وقت مشترك.