طبيب عائلة ينبه من مخاطر نقص الكالسيوم

طبيب عائلة ينبه من مخاطر نقص الكالسيوم

قال الدكتور محمود الدريني، طبيب الأسرة في مركز المطار الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، «إن نقص الكالسيوم يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، أبرزها هشاشة العظام، خاصة لدى الأطفال والبالغين وكبار السن، إذ تمثل العظام المخزن الرئيسي للكالسيوم في الجسم، وتُجدد خلاياها كل عشر سنوات تقريبا، مما يستدعي وجود مستويات جيدة من الكالسيوم طوال مراحل العمر».

تبلغ كثافة العظام ذروتها بين سن 25 و35 عاما، ثم تبدأ في الانخفاض مع التقدم في العمر، ما يؤدي إلى ضعفها وزيادة احتمالية تعرضها للكسور. ولأن الجهاز الهضمي لا يمتص إلا 15-20% فقط من الكالسيوم الموجود في الطعام، تبرز أهمية فيتامين “د” في تعزيز هذا الامتصاص. وتابع الدكتور الدريني قائلا «إنه في حال لم يحتوِ النظام الغذائي على كميات كافية من الكالسيوم، يبدأ الجسم بسحب الكالسيوم من العظام لتعويض النقص، مما يؤدي إلى هشاشتها، وإلى جانب دوره الحيوي للعظام، فإن الكالسيوم ينظم تقلص العضلات، ويسهم في تخثر الدم، ويقلل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويحسن مستويات الكوليسترول، ويساعد في بناء الأسنان وصحتها، كما يقلل من أعراض ما قبل الحيض، ويمكن الحصول على الكالسيوم من عدة مصادر طبيعية، منها: منتجات الألبان مثل الحليب والجبن واللبن والخضروات الورقية الخضراء والأسماك مثل السلمون والسردين والأغذية المدعمة مثل العصائر وحبوب الإفطار والمكملات الغذائية».

وعرج الدكتور الدريني على أعراض نقص الكالسيوم فهي تتفاوت بين الخفيفة والشديدة، وتشمل: فقدان الأسنان، وتهيج اللثة، وهشاشة العظام، وتشنجات عضلية ووخز، وخدر وتنميل في الأطراف، واضطراب في ضربات القلب، وضعف الذاكرة والارتباك، والتعب والدوخة، وصعوبة في البلع، وآلام في العمود الفقري، والاكتئاب والهلوسة، وتقصف الشعر وضعف الأظافر، وأعراض ما قبل الدورة الشهرية، وفقدان الطول نتيجة ترقق العظام، لافتا إلى أن نقص الكالسيوم يرتبط بعدة عوامل، منها:نقص فيتامين “د”، مما يمنع امتصاص الكالسيوم، أمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون أو الاضطرابات الهضمية، حالات مرضية مثل الفشل الكلوي، التهابات الكبد والبنكرياس، أو قصور الغدة الجار درقية، جراحات السمنة أو إزالة المعدة، وبعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات، مدرات البول، مضادات الحموضة، وأدوية العلاج الكيميائي.

وأشار الدكتور الدريني إلى أن نقص الكالسيوم بتعويضه من خلال النظام الغذائي والمكملات، ويُنصح بتناول المكملات خلال فترات الحمل والرضاعة، وكذلك بعد انقطاع الطمث، لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام. تشمل أنواع المكملات: كربونات الكالسيوم (أقل تكلفة)، سترات الكالسيوم (أسهل في الامتصاص)، فوسفات الكالسيوم (لا يسبب إمساكًا)، كما يجب ألا تؤخذ مكملات الكالسيوم دون استشارة طبية، لأن تناولها بجرعات زائدة قد يؤدي إلى مضاعفات مثل حصى الكلى وأمراض القلب.
إذا كان نقص الكالسيوم ناجمًا عن حالة مرضية، فإن العلاج يعتمد على علاج السبب الأساسي. ولا يُنصح بإيقاف الأدوية المؤثرة على امتصاص الكالسيوم دون استشارة الطبيب المختص.