مطالب بوضع خطة وطنية لإدارة إنتاج المزارع

مطالب بوضع خطة وطنية لإدارة إنتاج المزارع

أكد عدد من أصحاب المزارع أهمية الاستعداد المبكر للموسم الزراعي، وضرورة مواءمة خطط الزراعة مع احتياجات السوق المحلي، لتفادي خسائر ناجمة عن وفرة بعض المحاصيل وانخفاض أسعارها. وأشاروا لـ «الشرق» إلى أن بعض المنتجات الزراعية لا تُعد مجدية اقتصاديًا، في حين تظل محاصيل مثل الطماطم والخيار مرغوبة في السوق رغم التحديات التسويقية التي تواجه أحيانًا بعض الأصناف الأخرى.
كما أشاد المزارعون بالدعم المقدم من وزارة البلدية، سواء من حيث توفير البيوت المحمية أو المواد الزراعية المدعومة، مشددين في الوقت ذاته على أهمية وجود خطة وطنية لتنظيم وتوزيع إنتاج المزارع، بما يسهم في تنويع المنتجات وتعزيز الجدوى الاقتصادية للزراعة المحلية.
وأكد المزارعون أن الاستعداد المبكر لا يقتصر على الجوانب الفنية مثل حرث التربة أو تجهيز البيوت المحمية، بل يشمل أيضًا إعداد خطة زراعية مدروسة تراعي متغيرات السوق، وأنماط الاستهلاك، والعوامل المناخية. وشددوا على أن اتباع أساليب الزراعة الحديثة، والابتعاد عن العشوائية في اختيار المحاصيل، يمثلان عاملين حاسمين في نجاح الموسم وتحقيق عائد مجزٍ، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل وتزايد التحديات المرتبطة بالتسويق والتوزيع.

– د. سالم النعيمي: نحرص على التميز في الإنتاج
أكد الدكتور سالم النعيمي، صاحب مزرعة، أن الإنتاج الزراعي لديهم لم يتوقف بفضل وجود البيوت المحمية، موضحًا أن المزرعة ما تزال تنتج الخيار إلى جانب الرطب المحلي المميز. وأشار إلى أن من أبرز ما يميز مزرعتهم هو إنتاج الفطر بأنواعه، سواء الأبيض أو البني، كما يحرصون على زراعة العديد من الخضراوات سنويًا، مثل الطماطم، والخيار، والباذنجان، والفلفل بألوانه المختلفة، بالإضافة إلى المحاصيل الورقية.
وأوضح أنه مع بداية شهر أغسطس تبدأ الاستعدادات للموسم الزراعي الجديد، من خلال تنفيذ أعمال الصيانة للبيوت المحمية، وحرث الأرض وتجهيزها. وأكد حرصهم على التميز والابتكار في الإنتاج، حيث يتم أحيانًا استبدال زراعة بعض الأصناف التقليدية بأخرى أكثر تميزًا، مثل الطماطم الشيري بدلاً من الطماطم العادية، إلى جانب التركيز على الخيار كونه من الخضراوات المطلوبة على مدار العام. كما أشار إلى أن بعض الأصناف تشهد تكدسًا في الأسواق خلال شهري فبراير ومارس، مما يدفعهم إلى اعتماد خطة الزراعة المبكرة بهدف طرح المنتجات في السوق قبل هذا التوقيت، وبالتالي تجنب تراجع الأسعار. وأشاد بالدعم المقدم من وزارة البلدية، خاصة ما يتعلق بالاستشارات الزراعية التي تقدمها شركة حصاد بالتعاون مع الوزارة، إضافة إلى تخصيص كوبونات لكل مزرعة يمكن استخدامها وفق احتياجاتها، معتبرًا هذه الخطوة موفقة. 

– جابر المنصوري: البلدية ركبت 4 بيوت محمية إضافية في مزرعتي
 تحدث السيد جابر المنصوري، صاحب مزرعة في المنطقة الشمالية، عن التحديات التي تواجه المزارعين، مشيراً إلى أن غالبية المحاصيل الزراعية التي يقوم بزراعتها لا تحقق جدوى اقتصادية، إذ إن أسعار بيعها في السوق لا تغطي تكلفة الإنتاج، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الزراعية وأجور العمال، وهو عبئ كبير على أصحاب المزارع. وأكد المنصوري أن  وزارة البلدية، لا تألو جهدًا في دعم للمزارعين، لافتًا إلى أنها قامت هذا العام بتركيب 4 بيوت محمية إضافية بمزرعته، وهو ما يُعد خطوة إيجابية تعزز القدرة الإنتاجية .وشدد على أهمية دراسة السوق المحلي واحتياجاته من الخضراوات لتفادي تكرار زراعة صنف معين بكميات كبيرة، تؤدي لفائض في العرض.  وأوضح أن التجهيز للموسم يبدأ أغسطس وسبتمبر و يتم إعداد التربة وزراعة البذور، على أن تبدأ أولى بشائر الإنتاج المحلي مع نهاية سبتمبر، مع تحسّن الأجواء وعودة الطلب المحلي على الخضراوات الطازجة.
ودعا إلى إعداد خطة وطنية شاملة ، بحيث يتم توجيه كل مجموعة من المزارع لزراعة أصناف محددة من الخضراوات، ومجموعة أخرى لأصناف مختلفة.

– ناصر الكواري: مطلوب خطة زراعية واضحة
أكد السيد ناصر الكواري  أن لديهم بفضل الله إنتاجًا مستمرًا لبعض أصناف الخضراوات التي لا تزال متوافرة في الأسواق، مثل الخيار، والبامية، والقرع، والتين، وغيرها، وأضاف : البيوت المحمية تلعب دورًا أساسيًا في استمرار الإنتاج، رغم ما تستهلكه من طاقة وكهرباء وارتفاع تكلفتها، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها.. وأوضح  أن التحضيرات  تبدأ شهر أغسطس بما يضمن بدء الإنتاج والحصاد بحلول أكتوبر. ولفت لأهمية أن تكون لدى المزارع خطة زراعية واضحة، لتحديد الأصناف التي يجب الاستمرار في زراعتها، وتلك التي ينبغي التوقف عنها، خاصة في ظل بعض المواسم التي تشهد فائضًا في إنتاج بعض المحاصيل، مما يؤدي إلى تكدسها في الأسواق وانخفاض أسعارها.

– د. راشد الكواري: تطوير شتلة «التين» وإدخال البابايا في الإنتاج الصيفي
أكد الدكتور راشد الكواري، صاحب مزرعة بمنطقة أم قرن، أن فصل الصيف يشهد عادةً تحضيرات مكثفة استعداداً للموسم الزراعي الجديد، وذلك عبر وضع خطة زراعية مدروسة تستند إلى بيانات السوق خلال العامين الماضيين. وأوضح أن بعض المحاصيل يسهل زراعتها، لكنها ليست مجدية اقتصادياً، في حين تظل محاصيل مثل الخيار والطماطم استثناءً واضحاً، نظراً لسهولة تسويقها والطلب المتواصل عليها، مشيراً إلى أن أولى طلائع الإنتاج المحلي من المزرعة ستبدأ في النصف الثاني من شهر سبتمبر المقبل بإذن الله.

وأشار إلى أن محاصيل مثل الباذنجان والكوسة تشهد أحياناً حالة من تشبع السوق، مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها ويصعّب من عملية تسويقها، وهو ما ينطبق أيضاً على بعض الورقيات مثل النعناع، الذي أصبح كثير من المزارعين يزرعونه رغم صعوبة تسويقه.
وأوضح الكواري أن المزرعة تمكنت خلال السنة والنصف الماضية من تحقيق تميز ملحوظ، عبر تطوير شتلات جديدة، أبرزها «شتلة التين» التي أطلق عليها اسم «التين العيون» نسبةً لاسم المزرعة، وقد جاءت هذه النتيجة بعد تجارب استمرت ثلاث سنوات قبل اعتمادها رسمياً، وتمت إضافة بيوت محمية جديدة لزراعتها وزيادة الإنتاج منها. كما أشار إلى إدخال محصول البابايا خلال فصل الصيف، حيث تم تخصيص حقل يحتوي على أكثر من ألف شتلة جميعها مزروعة في المزرعة.

ونوّه إلى أن الموسم الماضي كان مشجعاً من الناحية التسويقية، حيث ساهم التنسيق بين وزارتي البلدية والتجارة والصناعة في تنظيم فترات استيراد الخضراوات، بما يضمن عدم إغراق السوق بالمنتجات المستوردة في فترة إنتاج المحاصيل المحلية، ما ساهم في رفع أسعارها وتحقيق عائد أفضل للمزارعين. كما أشار إلى دور شركة «محاصيل» في التعاون مع وزارة البلدية من خلال حصر المحاصيل المزروعة وتقدير حجم الإنتاج، مما يتيح إمكانية التنبؤ بحالة السوق مسبقاً.
وأشاد بالدعم المقدم من وزارة البلدية، وخاصة بعد اعتماد نظام رقمنة المزارع، وآلية الدعم الجديدة التي تشمل توفير الأسمدة بنسبة 100%، والمبيدات والبذور بنسبة 80%، مع توزيعها بناءً على حجم إنتاج كل مزرعة، مما يجعل هذا النظام أكثر عدالة وكفاءة في تخصيص الموارد الزراعية.