التربية: بيئة مشجعة لجذب الموهوبين وتنمية مهاراتهم خلال الصيف

التربية: بيئة مشجعة لجذب الموهوبين وتنمية مهاراتهم خلال الصيف

تشهد المراكز الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إقبالًا واسعًا في صيف 2025، مع تسجيل أكثر من 1600 طالب وطالبة في ثمانية مراكز متوزعة على مختلف مناطق الدولة، ضمن برنامج تربوي متكامل يستهدف الفئة العمرية من 6 إلى 18 عامًا، ويجمع بين التعليم والترفيه في بيئة آمنة ومحفّزة. ويأتي هذا الحراك الشبابي الكبير ليؤكد نجاح استراتيجية الوزارة في استثمار أوقات الفراغ، وتحويل العطلة الصيفية إلى منصة لاكتشاف المواهب وتنمية المهارات وتعزيز القيم الوطنية.

– تركيز على الابتكار والتكنولوجيا
وفي هذا السياق، أوضح السيد جابر العرق المري، رئيس اللجنة الإعلامية للمراكز الصيفية، أن البرنامج يشهد توجهًا واضحًا من الطلبة نحو برامج الأمن السيبراني، وورش العلوم والتكنولوجيا، وحاضنات الابتكار المدرسية، مشيرًا إلى أن هذه الفعاليات تهدف إلى توفير بيئة تعليمية تفاعلية مزودة بتقنيات متقدمة تتيح للطلبة تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية. وأكد أن البرنامج يقدم تدريبًا متخصصًا في مجالات الروبوتات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، وريادة الأعمال، ما يعزز قدرات الطلبة ويصقل مهاراتهم العملية.
وأضاف أن فعاليات البرنامج ستُختتم بيوم احتفالي كبير في صالة لوسيل، يتضمن معرضًا للأنشطة الطلابية، مباريات ختامية في دوري كرة القدم، وتكريمًا للمشاركين بحضور كبار المسؤولين وممثلي الجهات الداعمة، إلى جانب عرض مرئي يوثق أثر البرنامج في تطوير مهارات الطلبة وبناء شخصياتهم.

– اكتشاف المواهب وصقلها
ولفت المري إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا باكتشاف ودعم المواهب في مختلف المجالات، سواء كانت رياضية أو فنية أو علمية. وأشار إلى أن المشاركة في المراكز الصيفية تمثل فرصة مثالية للطلبة لاكتشاف ذواتهم ومواهبهم، في ظل تنوع البرامج وشموليتها، داعيًا الأسر إلى تشجيع أبنائهم على الاستفادة من هذه التجربة الفريدة.

– برامج متوازنة تغطي مختلف الجوانب
انطلقت فعاليات مراكز الأنشطة الطلابية لصيف 2025 في 13 يوليو وتستمر حتى 7 أغسطس، مستهدفة الطلبة القطريين والمقيمين في المدارس الحكومية، والقطريين في المدارس الخاصة. وتُقام الأنشطة يوميًا من الأحد إلى الخميس، لمدة أربع ساعات يوميًا (من 9 صباحًا حتى 1 ظهرًا)، وتتضمن حزمة من البرامج التربوية والثقافية والفنية والرياضية والتقنية، صُممت وفق رؤية شاملة تهدف إلى: تعزيز التفكير الإبداعي والابتكار. تطوير المهارات القيادية والحياتية. ترسيخ الهوية الوطنية والوعي المجتمعي. دعم الصحة النفسية والجسدية. نشر ثقافة التعلم المستدام والتطوير الذاتي.

– محاور حديثة ومحتوى نوعي
حرصت الوزارة على أن يغطي البرنامج محاور متنوعة تتماشى مع متطلبات العصر، أبرزها: التربية القيمية والأنشطة الثقافية. الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية. الأمن السيبراني وأمن المنشآت. الفنون والتصميم، والاستدامة والبيئة. محاضرات دينية، ومهارات القيادة والإلقاء والتطوع.
كما يتضمن البرنامج زيارات ميدانية إلى مؤسسات وطنية ومعالم ثقافية لتعزيز تجربة الطلبة وربطها بالواقع، منها: متحف قطر الوطني، المؤسسة القطرية للإعلام، نادي الفروسية، الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود.
وتنظم المراكز الصيفية هذا العام بالتعاون مع مجموعة واسعة من الشركاء والجهات الداعمة، من وزارات وهيئات حكومية ومراكز ثقافية وتعليمية، مثل: وزارة الرياضة والشباب، ووزارة الصحة العامة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومكتبة قطر الوطنية، ومتاحف قطر، وأكاديمية أسباير، والنادي العلمي القطري، ودار كتاتيب، والهلال الأحمر القطري.
ويُنتظر أن تسهم هذه الشراكات في إثراء تجربة الطلبة وتوسيع آفاقهم العلمية والثقافية والرياضية، بما يعزز من جودة البرنامج الصيفي وعمق تأثيره.

– دعم مستمر لرؤية قطر 2030
ويأتي تنفيذ هذا البرنامج ضمن استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الهادفة إلى بناء منظومة تعليمية متكاملة تدعم التنمية الشاملة للطلبة، وتسهم في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال تعزيز رأس المال البشري، وتمكين الأجيال من مواجهة تحديات المستقبل بثقة واقتدار.