سوريا: اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء

توصّلت السلطات السورية أمس مع فصائل درزية في السويداء إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، بعد اشتباكات دامية أوقعت أكثر من 300 قتيل. وأعلنت وزارة الداخلية السورية مساء الأربعاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضم 14 بندا، ينص أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
وأعلن شيخ عقل طائفة الدروز، يوسف جربوع، من جانبه، التوصّل إلى اتفاق مع الدولة السورية عقب الأحداث الأليمة في محافظة السويداء، يقضي بوقف تام لجميع العمليات العسكرية، وتثبيت سلطة الدولة في المحافظة.
وتضمّن الاتفاق تشكيل لجنة مراقبة مشتركة من الدولة السورية ووجهاء من مشايخ الطائفة الدرزية، للإشراف على تنفيذ البنود، إلى جانب نشر حواجز من الأمن الداخلي والشرطة، بمشاركة منتسبي الشرطة من أبناء السويداء. كما نصّ الاتفاق على احترام حرمة البيوت والممتلكات الخاصة داخل المدينة، والتوافق على آلية لتنظيم السلاح الثقيل بالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، تمهيدًا لإنهاء ظاهرة السلاح خارج إطار الدولة. وشمل الاتفاق أيضًا بندًا حول تشكيل لجنة تقصّي حقائق في الجرائم والانتهاكات التي شهدتها المحافظة، وتعويض المتضررين، مع تأكيد كامل على اندماج السويداء في الدولة السورية وسيادتها على كامل أراضي المحافظة.
وأفاد جربوع بأن الاتفاق يشمل تشكيل لجنة مشتركة من الدولة والمشايخ لمراقبة وقف إطلاق النار، ونشر حواجز أمنية تابعة للشرطة بمشاركة منتسبي الأمن من أبناء السويداء في جميع المناطق، إلى جانب التوافق على آلية لتسليم السلاح الثقيل وإنهاء مظاهر التسلح خارج إطار الدولة. وأضاف أن البنود المتفق عليها تضمنت أيضًا تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الجرائم والانتهاكات، وتعويض الضحايا، فضلًا عن تأمين طريق دمشق–السويداء من قبل الدولة، والتأكيد على الاندماج الكامل للسويداء ضمن الدولة السورية وسيادتها على المحافظة.
وكانت الاشتباكات اندلعت الأحد الماضي في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزيا واعقبتها عمليات خطف متبادلة.
ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات. وقبل وقف إطلاق النار الأربعاء، أعلنت السلطات الثلاثاء وقفا لإطلاق النار في مدينة السويداء، لكن الاشتباكات تواصلت رغم ذلك.
ومنذ اندلاع الاشتباكات، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 69 مقاتلا درزيا، إضافة الى أربعين مدنيا، مقابل 165 قتيلا من القوات الحكومية و18 مسلحا من البدو. كما قتل عشرة عناصر من القوات الحكومية جراء الغارات الإسرائيلية. وتعهّدت الرئاسة السورية «بمحاسبة» مرتكبي «الانتهاكات».