بريطانيا وألمانيا يبرمان أول اتفاق دفاعي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

توقع المملكة المتحدة وألمانيا اليوم الخميس أول معاهدة دفاع تاريخية منذ الحرب العالمية الثانية في خطوة تعد أول تقارب عسكري بريطاني ألماني ينص على تقديم الدعم العسكري المتبادل في حال تعرض أي دولة منهما لهجوم، وتتضمن المعاهدة أن أي تهديد لإحدى الدولتين يعتبر تهديدا للدولة الأخرى، ويوقع هذه المعاهدة رئيس الوزراء البريطاني كير ستار مر والمستشار الألماني فريدريتش ميرتس خلال زيارته الرسمية الأولى إلى بريطانيا، وتعزز هذه المعاهدة من خطوة إتمام تحالف أوروبي ثلاثي بين لندن وبرلين وباريس. وذكر المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن هذه المعاهدة توضح حجم التوجه البريطاني لإعادة بناء علاقاتها مع أوروبا بعد سنوات من التوتر، وتعد المعاهدة امتدادا لاتفاق «ترينيتي هاوس» الموقع بين البلدين في العام الماضي، وتأتي بنود هذه المعاهدة ضمن المعاهدة الشاملة التي تتضمن المجال الاقتصادي والتعليمي والثقافي وخطط التصدي للهجرة غير الشرعية، وأشار إلى أن بريطانيا تسعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأوروبية في مرحلة ما بعد البريكست، وستشمل المعاهدة أفرعا أخرى يتم التعاون فيها بين البلدين وهي مجالات البحث العلمي والنقل والابتكار التكنولوجي.
وتعتبر زيارة المستشار الألماني فريدريتش ميرتس إلى المملكة المتحدة الأولى من نوعها منذ توليه هذا المنصب، وذلك لإتمام الاتفاقية التي وقعها وزير الدفاع البريطاني جون هيلي مع نظيره الألماني بوريس بيستوريوس في العام الماضي في لندن، ولتكون النواة الدفاعية الأولى في أوروبا، واشتملت الاتفاقية على استخدام الطائرات الألمانية المقاتلة لقاعدة عسكرية في اسكتلندا، وتدريب الجيش البريطاني والألماني معا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلنطي، بجانب إنشاء مصنع لإنتاج مدافع من الفولاذ البريطاني. وتأتي زيارة المستشار الألماني إلى لندن في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بريطانيا قبل أسابيع، والتي أسفرت عن تعاون في مجال التصدي للهجرة غير الشرعية والتعاون النووي.
وفي دراسة تحليلية نشرتها مؤسسة كونراد أديناور الاستراتيجية الألمانية حثت فيها كلا من المملكة المتحدة وألمانيا على تسريع برامج الأسلحة المشتركة وقيادة الجهود الأوروبية لضمان تحقيق الأمن الأوروبي، وذكرت الدراسة أنه ينبغي على كل من البلدين ومعهما فرنسا الاستفادة من نقاط القوة لدى كل منهم، حيث إن المملكة المتحدة لديها قوة نووية وبحرية مدعومة بأجهزة استخبارات قوية وقطاع تكنولوجيا دفاعية متطور للغاية، لكن يفتقر إلى التمويل الكافي وتحتاج إلى توسيع قاعدتها الصناعية الدفاعية الحالية، كي يكون هناك تحالف أوروبي دفاعي يحمي قارة أوروبا من الداخل دون الحاجة إلى دفاع من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وحثت الدراسة على تكوين نواة بريطانية ألمانية فرنسية تسهم في إعادة تسليح قارة أوروبا، وتكون بمثابة مركز توحيد التعاون من خلال حلف الناتو ومجموعة السبع ومجموعة الدول الأوروبية.