غزة تنتظر إعلان توقف إراقة الدماء

غزة تنتظر إعلان توقف إراقة الدماء

خلف الكلام المطمئن والمنمق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن هدنة غزة باتت وشيكة، فإن الإطار العام في غزة، لا يخرج عن الانتظار والترقب، للحظة المفصلية التي ستنهي الحرب الطاحنة، والتي دخلت شهرها الثاني والعشرين.
وإذ رمى الوسطاء بكل ثقلهم في الدوحة والقاهرة، وظهر حرص الرئيس ترامب في اشنطن، على إتمام الصفقة، ورغم وجود فجوات كبيرة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي في مفاوضات الدوحة، إلا أن أجواء ايجابية مشوبة بالترقب والقلق سادت في الوسط الغزي، بقرب الاتفاق، ووقف شلال الدم.
ويتابع أهالي غزة، عن كثب، الأنباء القادمة من الدوحة وواشنطن على حد سواء، فيما تتزايد آمالهم في وقف الحرب، التي تجاوزت شهرها الـ21، وأتت على كل شيء في قطاع غزة.. ففي الشوارع والأحياء المدمرة، وحتى في خيام النزوح، يلتف الغزيون حول أجهزة الراديو، والهواتف النقالة المزودة بخدمة الانترنت، وهم يترقبون كل جديد بشأن مفاوضات التهدئة.

«نعلّق آمالاً كبيرة هذه المرة، بسبب الاهتمام الأمريكي المباشر، بإنهاء دوامة القتل والنزوح والجوع، ونعيش في حالة ترقب دائم، وكل ساعة تمر، ربما تحمل معها أملاً جديداً، أو خوفاً من تعثر المفاوضات.. الحرب حرمتنا أبسط مقومات الحياة، وأصبحنا لا نعرف النوم، ونحن ننتظر إعلان بدء سريان وقف إطلاق النار»، هكذا وصف مصباح أبو الكاس من غزة، مشاعر الغزيين حيال الجهود المبذولة لوقف الحرب.
ويضيف لـ«الشرق»: الحياة تحت القصف والنزوح والجوع يصعب وصفها، كل شيء في حياتنا تغير للأسوأ، وآن لنا أن نستريح.. نحن لا نطالب بأكثر من وقف القتل والدمار، وإذا انهارت جهود التهدئة، لا قدّر الله، ستنهار آمالنا بالحياة.
بينما قال عمر القاعود: نحتاج لفرصة نلتقط فيها أنفاسنا، التي اختنقت تحت أكوام الركام وفي خيام النزوح.. غزة تحتاج ليس فقط لإعادة إعمار المنازل، وإنما إعادة بناء وتأهيل الإنسان بعد كل هذا الرعب، الذي تنوء من حمله الجبال.
ويواصل لـ»الشرق»: لا حديث في غزة اليوم يطغى على حديث التهدئة ووقف الحرب، حيث يحرص الجميع على متابعة الأخبار لحظة بلحظة، وكلما نسمع خبراً عن أن الأجواء مهيأة للاتفاق، تخفق قلوبنا فرحاً.. لا نريد لمآسي الحرب أن تستمر، وللأيام الصعبة أن تتكرر.