“ذا سولت رود الدوحة” … تجربة طهي تحكي قصة الملح في قلب العاصمة القطرية

“ذا سولت رود الدوحة” … تجربة طهي تحكي قصة الملح في قلب العاصمة القطرية

في مشهد الطهو الفاخر المتنامي في قطر، يبرز مطعم ذا سولت رود الدوحة كوجهة جديدة وفريدة تعيد تعريف مفهوم المذاق من خلال عنصر بسيط لكنه أساسي: الملح. يقع المطعم داخل فندق أنداز الدوحة الراقي، ويقدم تجربة طعام عالمية مستوحاة من طرق تجارة الملح التاريخية، برؤية إبداعية يقودها الشيف كالوم أندرسون

ملح يروي قصة… ومطبخ يُجسّدها

يستوحي مطعم ذا سولت رود الدوحة اسمه ومفهومه من الطرق القديمة التي كانت تمر عبر القارات لنقل "الذهب الأبيض". لكن في هذا المطعم، لا يُستخدم الملح كمجرد نكهة، بل يتحوّل إلى عنصر سردي يعكس التراث، ويُبرز التقنية، ويمنح كل طبق عمقًا حسيًا.

المفهوم من تطوير الشيفين الجنوب أفريقيين كريج كورماك وبو دو توا، اللذين اشتهرا في بلادهم باستخدام أملاح نادرة في المطابخ الراقية. وقد وجدا في الدوحة، بموقعها الجغرافي وتنوعها الثقافي، بيئة مثالية لنقل هذا المفهوم إلى مستوى عالمي.

الشيف كالوم أندرسون : رؤية طهي تُجسّد التراث العالمي للملح

على رأس فريق الطهاة في المطعم يقف الشيف كالوم أندرسون، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مطاعم حائزة على نجوم ميشلان وفنادق فاخرة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. يحمل أندرسون فلسفة تجمع بين الانضباط في المطبخ وروح المغامرة الإبداعية.

ويقول أندرسون: "نعيد اكتشاف الملح كأداة طهي متكاملة. من الحفظ إلى التخمير، ومن النكهة إلى الحكاية، لكل طبق في قائمتنا جذور تربطه بثقافة ما، ومكان ما، وذاكرة طهوية إنسانية".

القائمة تمتد من لحم الضأن المملح والمشوي على الطريقة الجنوب أفريقية، إلى الشمندر المحفوظ بملح الهيمالايا الوردي، والمأكولات البحرية النيئة المنكهة ببلورات الملح الأزرق الفارسي. مزيج من النكهات العالمية والتقنيات المتنوعة يقدم تجربة متوازنة وعميقة، حيث يعلو دور الملح دون أن يطغى.

رحلة عبر الطعم والتاري

لا يقتصر ذا سولت رود الدوحة على تقديم الطعام، بل يدعو رواده إلى خوض تجربة حسية وسردية شاملة. أكثر من 12 نوعًا من الأملاح النادرة تُستخدم بطرق متعددة في الطهي، مثل التدخين، التمليح، التعتيق، والتخمير، مما يمنح كل طبق بعدًا مختلفًا من حيث النكهة والملمس والتقنية.

ويحرص الشيف أندرسون على التفاعل المباشر مع الضيوف، حيث يشاركهم قصص كل طبق، وأصل كل نوع من الأملاح، وأهمية الطريقة المستخدمة في تحضيره، ما يضيف للزيارة بُعدًا تعليميًا وإنسانيًا.

أما تصميم المطعم، فيعكس البيئة المعدنية الطبيعية التي يأتي منها الملح، بألوان ترابية ناعمة وتفاصيل مستوحاة من الملّاحات، ما يعزز من الطابع الغامر للمكان.

أكثر من مجرد وجبة

يقدم مطعم ذا سولت رود الدوحة  تجربة فريدة تمزج بين المذاق والحكاية والتراث. إنه ليس مجرد مطعم، بل محطة ثقافية وذوقية لكل من يبحث عن ما هو أعمق من الطعام – رحلة في الزمن، في الجغرافيا، وفي الروح، يقودها شيف يحوّل الملح من عنصر بسيط إلى نجمٍ يروي حكايات العالم.