أحلام طفل من غزة أثناء المجاعة: أتمنى لو أشرب شاي محلى بالسكر

أجساد هزيلة لا تقوى على الحراك أو التنقل إلا بخطوات متثاقلة، ووجوه شاحبة، وعيون غائرة، والجلود ملتصقة على العظام.. هذا حال أطفال غزة الذين تحاصرهم المجاعة، وأكبر أمنياتهم باتت الحصول على خبز أو حليب أو أي شيء من الخضار أو الفاكهة.
يقول الطفل سيف الدين شادي لـ «الشرق»: «نفسي بأي شيء حلو نفسي أشرب شاي عليه سكر». وأوضح بجسده الهزيل، أنه لم يتناول أي شيء من الحلويات منذ زمن بعيد، وأن أولويات والده اليوم هو العمل جاهدا على شراء كيلو طحين ولا مجال لغير ذلك. وبيَّن أنه في حال استطاع والده شراء كيلو طحين فإن حصته تكون رغيفا يأكل نصفه، ويحاول أن يحتفظ بالنصف الآخر لليوم التالي، نظرا لأن والده لا يستطيع شراء الطحين كل يوم.
ملامح الجوع كانت واضحة على وجهه وهو يتحدث عن معاناته مع عائلته بالنزوح المتكرر، كان لدى عائلته بيت كبير في شمال قطاع غزة، إلا أن الاحتلال قصفه بأكمله فلم يبق منه شيء، الأمر الذي جعله ينزح من منطقته إلى أقرب مدرسة، وبعد ذلك إلى خيمة في الشمال، ولم يتوقف الأمر بذلك، بل نزح إلى الجنوب وعاد إلى الشمال وبعد ذلك إلى وسط غزة. وأضاف: «في كل مرة أنزح كانت المعاناة تزيد، وأفقد الكثير، حتى وصل الحال بأن لا أجد ملابس أخرى أستبدل بها ما أرتديه».
وذكر أنه يشتهي الكثير من الطعام فهو لم يتناول الخضار والفاكهة واللحم والبيض والحلويات منذ شهور طويلة.
وتابع بكثير من الحزن: كنت بالسابق أحلم بأن أكون طبيبا لكن اليوم أحلم بالحصول على رغيف خبز. الحال ذاته كان يعانيه الطفل عمر طنبورة، الذي كان يشتهي رغيف خبز حيث قال لـ «الشرق»: «أشعر بالجوع وأتمنى في حال تمكن والدي من الحصول على الطحين أن تكون حصتي منها رغيفين، لكن ذلك محال لأن عدد أفراد العائلة كبير والكمية عادة تكون قليلة ولا تكفي».