ندوة لتثقيف الدعاة حول المعتقدات غير الأصيلة في المجتمع

ندوة لتثقيف الدعاة حول المعتقدات غير الأصيلة في المجتمع

نظمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية «ملتقى زاد الدعاة»، والذي استفاد منه عدد من الأئمة والدعاة العاملين بالوزارة تحت عنوان «حقيقة اليوغا وعلوم الطاقة وأثرها»، وقدمه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله علي معتوق التميمي وذلك بإحدى قاعات التدريب التابعة لجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب.

وجاء هذا الملتقى ضمن برنامج (مسارات ومنارات) الذي يشرف عليه معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة والإرشاد الديني في إطار تنمية وتطوير معارف ومهارات دعاة الوزارة في مختلف العلوم المعرفية والشرعية، لتمكينهم من القيام بواجباتهم الدعوية والإرشادية على علم وبصيرة، حيث هدف الملتقى إلى توعية الدعاة بخطورة اليوغا وعلوم الطاقة وأثرها، وعلاقتها بالديانتين البوذية والهندوسية، وكونها مزيجا من العقائد والأفكار الفلسفية قُدمت في برامج تدريبية معاصرة تهدف لتخفيف ضغوط الحياة ووطأتها على الإنسان المعاصر.

تناول المُحاضِر الدكتور عبد الله التميمي في بداية الملتقى جذور ومفاهيم ومصطلحات اليوغا وعلوم الطاقة وما تحتوي عليه من طقوس وأفكار فلسفية ودينية بوذية وهندوسية، حيث أوضح أنه وفي ظل تزايد الاهتمام العالمي باليوغا وممارسات علوم الطاقة، يبرز التساؤل حول حقيقتها وجذورها العميقة، وكيف ترتبط بالديانتين البوذية والهندوسية، فبينما تُرَوَّج اليوغا في الغرب وفي بلداننا العربية والإسلامية على أنها رياضة ووسيلة للاسترخاء، تشير دراسة متعمقة إلى أنها تتجاوز الجوانب الرياضية البدنية بكثير، ويتغلغل فيها نسيج من المعتقدات الروحية والفلسفية لهذه المفاهيم التي لا تتوافق مع العقيدة الإسلامية

وأضاف المحاضر: قد يقول قائل إن اليوغا تتضمن بشكل فعلي حركات رياضية ووضعيات جسدية مختلفة (آسانا) وتمارين تنفس (براناياما)، إلا أن جوهرها يتعدى ذلك ليصبح نظامًا شاملاً يهدف إلى تحقيق الاتحاد بين الجسد والعقل والروح، فقد نشأت اليوغا في الهند منذ آلاف السنين، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من الفلسفة الهندوسية، إذ تُعتبر اليوغا في الهندوسية طريقًا للتحرر (موكشا) وتحقيق الوعي الذاتي، حيث تركز على الانضباط الأخلاقي، والتأمل، والتحكم في الحواس والتركيز.

وأكد التميمي أن علوم الطاقة (البرانا والتشي) المسماة القوة الكونية الحيوية، تتداخل مفاهيمها بشكل وثيق مع اليوغا والفلسفات الشرقية، ففي الهندوسية والبوذية، تُعرف هذه الطاقة الحيوية بـ «البرانا» أو «التشي» (في التقليد الصيني)، وهي قوة كونية يُعتقد أنها تتدفق داخل الجسم وتؤثر على الصحة الجسدية والعقلية والروحية، حيث تعتمد ممارسات اليوغا على توجيه هذه الطاقة وتنقيتها من خلال الأوضاع والتنفس والتأمل، بهدف تحقيق التوازن والشفاء والارتقاء الروحي، فاليوغا وعلوم الطاقة يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالبوذية والهندوسية، ويشكلان ركيزتين أساسيتين في فهم الوجود والوصول إلى الحلول والاتحاد مع الإله في كلتا الديانتين، ولا يخفى ما في هذه المفاهيم والفلسفات من شركيات صريحة.

ففي الهندوسية تُعتبر اليوغا أحد الطرق الستة الرئيسية للفلسفة الهندوسية (دارشانا)، وتهدف إلى تحقيق الاتحاد مع الوعي الكوني الإله (البراهمان)، حيث يعتقد الهندوس أن ممارسة اليوغا تساعد على التغلب على قيود العالم المادي والتحرر منه، والوصول إلى حالة من السكينة والسلام. من جانبهم عبر عدد من الدعاة المستفيدين من الملتقى عن شكرهم وامتنانهم لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني على حرصها على الرفع من مستواهم المعرفي والتوعوي من خلال الورشات والدورات المعرفية والشرعية