مواطنون لـ “الشرق”: “عيد الميلاد” في الأماكن العامة ظاهرة تتعارض مع التقاليد

مواطنون لـ “الشرق”: “عيد الميلاد” في الأماكن العامة ظاهرة تتعارض مع التقاليد

في مشهد بات يتكرر بالأماكن العامة وعدد من المطاعم والكافيهات، تفاجأ رواد بعض الأماكن العامة بدخول مجموعة من موظفي المطعم يحملون قالبًا صغيرًا من الكعك، يرافقهم تصفيق حار وأناشيد «هابي بيرثداي»، يتوجهون بها إلى طاولة تجلس عندها مجموعة من النساء، أو رجل وزوجته غالبا ما تكون تحتفل بعيد ميلادها، وسط أجواء صاخبة تتعارض وفقا للبعض مع الذوق العام،وتخالف  تقاليد المجتمع القطري المحافظ.

واللافت في هذه الظاهرة، أن القائمين على هذه الاحتفالات المؤقتة هم في الغالب من جنسيات عربية أو من الزوار والمقيمين، فيما يرى عدد من المواطنين أن هذه الممارسات تخالف العادات الاجتماعية، وتنقل من ثقافات أخرى دون مراعاة خصوصية المجتمع القطري، ويبقى السؤال من يحدد ما هو «الذوق العام»؟ وهل من الممكن إيجاد نقطة توازن بين احترام خصوصية المجتمع، وحرية الأفراد من مواطنين ومقيمين في التعبير عن أنفسهم واحتفالهم بمناسباتهم الخاصة بالأماكن العامة؟.
وفي استطلاع أجرته «الشرق» حول الظاهرة، عبر عدد من المواطنين عن استيائهم من هذا النوع من الاحتفالات غير المعتادة في الأماكن العامة، معتبرين أن المطاعم والكافيهات أماكن مخصصة لتناول الطعام والهدوء، لا لتحويلها إلى مسارح مفتوحة للاحتفالات الشخصية.

– د.عايش القحطاني: احتفالات مخالفة للدين والقيم والعادات 
قال الدكتورعايش القحطاني مستشار أسري ومرشد نفسي ومجتمعي إن الدين الإسلامي حرم الاحتفال بأعياد الميلاد بشكل عام، فكيف لو تم الاحتفال بها في الأماكن العامة وأمام الجميع، لافتا إلى أن اقامة حفلات أعياد الميلاد الشخصية بالأماكن العامة مثل المطاعم والكافيهات أمر مخالف للقيم وللعادات والتقاليد القطرية، معتبرا هذه التصرفات دخيلة على المجتمع وينبغي التصدي لها وردعها حتى لا تصبح عادة مستمرة مع مرور الوقت. وأضاف أن مثل هذه الظواهر الخطيرة تضيع الدين والهوية لكونها بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا، وما هي إلا تشبه بالكفار، مؤكدا أن ديننا الإسلامي واضح وصريح، ويرفض مثل هذه الظواهر الدخيلة على ديننا وعلى دولنا الإسلامية ومجتمعاتنا المحافظة. ولفت إلى أن الخطر الأكبر باستمرار وقيام مثل هذه التصرفات، ومشاهدة أبنائنا لها ومن ثم اعتياد رؤيتها في الأماكن العامة، وبعد ذلك يظنون انها من عاداتنا التي لابد من القيام بها والاستمرار عليها وفي النهاية تتناقلها الأجيال لأن الإنسان ابن بيئته، موضحا أن من يقومون بمثل هذه التصرفات آثمون ويحملون وزر كل من شاهد المنظر واستمع إلى ما يردد من أغان مصاحبة له، كما أنهم يحملون وزر من نقل هذه الظاهرة وقام بتنفيذها فيما بعد.

– محمد العمادي: الاحتفالات الشخصية بالأماكن العامة مرفوضة 
قال محمد عبد الله العمادي باحث اجتماعي: أصبح من المألوف أن ترى فجأة مجموعة من العاملين بالمطعم يدخلون وهم يغنون بصوت مرتفع ويحملون كيكة لشخص يحتفل بعيد ميلاده، الأمر مزعج ومحرج خاصة إذا كان المكان فيه عائلات أو أطفال، ناهيك عن أن مثل هذه الأجواء ليست من عاداتنا وتقاليدنا. وأكد، إن مثل هذه الظواهر تنتشر نتيجة لوجود عدد كبير من الزوار والمقيمين، وكذلك تأثر بعض فئات المجتمع خصوصا من الجيل الجديد بمظاهر الحياة في الخارج، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الاحتفال بهذه المظاهر في الاماكن العامة أمر يرفضه المجتمع، خاصة أنه مصحوب بأساليب دخلت إلى مجتمعانا وفرضت نفسها والمجتمع رافضها جملة وتفصيلا.
 وأضاف: ما نحتاج إليه اليوم مع الانفتاح ووجود العديد من الجنسيات والديانات التي تعيش معنا، التوعية والتنظيم، والتركيز على عاداتنا وتقاليدنا والحفاظ عليها. ولفت أنه من الممكن أن تخصص صالات أو غرف مغلقة لهذه المناسبات داخل المطاعم، وأن يراعى فيها عدم التصوير أو التسبب بإزعاج الآخرين، وأن هذه حلول وسط تحفظ خصوصية المجتمع دون أن تكون قمعية.

– فهد النعيمي: استياء من توسع انتشار الظاهرة
عبر فهد النعيمي، عن استيائه من توسع وانتشار ظاهرة الاحتفال بأعياد الميلاد في المطاعم والكافيهات المزدحمة، حيث إنه من غير المقبول أن تفرض علينا مثل هذه الاحتفالات في الأماكن العامة، وخصوصا عندما تكون موجهة لنساء، وغالبا ما تكون صاخبة ومصحوبة بأغان وتصفيق حار، موضحا أن المجتمع يحترم خصوصية الجميع، ولكن من الضروري احترام النظام العام والعادات السائدة في الدولة.
وطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لوقف مثل هذه الظواهر التي ربما تتحول مع مرور الزمن إلى عادة تتناقلها الأجيال فيما بينها، متمنيا من وزارة التجارة أو وزارة البلدية وضع ضوابط لهذه التصرفات، وأن تمنع مثل هذه الاحتفالات في الأماكن العامة كما تم منع التدخين في المجمعات التجارية المغلقة، وذلك حفاظا على خصوصية المكان ومراعاة للذوق العام.

– صالح العثماني: مظاهر غير مألوفة على مجتمعنا 
وقال صالح العثماني: لا شك أن التغيرات الاجتماعية والثقافية خلال السنوات الأخيرة في ظل الانفتاح السياحي والاستضافة المتكررة للفعاليات العالمية ساهمت في ظهور مظاهر لم تكن مألوفة سابقا، ومنها ظاهرة الاحتفال بأعياد الميلاد في الأماكن العامة.
وأضاف: ربما يكون الحل في الاعتدال، كما يراه الكثيرون، بحيث لا يتحول أي جانب من جوانب الحياة الاجتماعية إلى مصدر للانقسام أو الجدل، بل إلى فرصة لفهم أوسع واحترام أعمق بين مختلف فئات المجتمع.
وأوضح، أن الجدل حول مثل هذه الظواهر يعكس تباينا في نظرة المجتمع القطري إلى مسألة الانفتاح الثقافي، فبينما يرحب كثير من المواطنين بالتنوع والحضور الثقافي المتعدد، هناك حرص كبير على ألا يكون هذا الانفتاح على حساب الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع.