علا ونسيم: قصة عشق في ظل النزاع

لم يعد في غزة وقت للحب والحديث عن حياة مقبلة تكلل بحفل الزفاف فكل شيء اليوم أصبح مختلفا، فالحرب وضعت قوانين جديدة، غيرت حياة العروس علا عبد ربه، لتبدل ثوبها الأبيض إلى أسود بكى فيه قلبها على فراق عريسها في لحظة اجتمع بها بالقرب من شاطئ بحر غزة.
ما زالت علا تحتفظ بالكثير الذي كانت تود البوح به لخطيبها نسيم فقد اجتمع بين قلبيهما الحب وعلم الهندسة ومعاناة الحرب والجوع والنزوح والشهادة.
حينما هلت الهدنة التي امتدت ما يقارب أربعين يوما كانا يظنان أن الحرب انتهت، لتعتلي بها فرحة خطوبتهما لكن سرعان ما عادت الحرب من جديد، ليكون الاتفاق بموعد الزفاف بعد شهر من انتهاء الحرب إلا أن قنبلة زاد وزنها على 300 كيلو جرام من المواد المتفجرة كانت كفيلة بأنه لم يعد هنالك وقت للحب. قالت المهندسة علا (22 سنة) لـ»الشرق»:» ما زلت أشعر أن الأمر كان كابوسا سوف ينتهي حينما استيقظ من النوم لكن الأمر لم يكن كذلك فقد رأيت نسيم حينما أصيب واستشهد مباشرة». ولفتت، إلى أنها باتت تخاف من البحر بعد أن شهد حكايتها التي انتهت بشهادة نسيم. وبينت، أنها كثيرا ما كانت تتحدث مع خطيبها بترتيبات حياتهما المقبلة لتأسيس بيت جديد لهما، لكن سرعان ما ذهب كل شيء.
وانخرطت في نوبة من البكاء، قبل أن تقول: «كنت أرى في نسيم، عوضا جميلا يؤنس قلبي خاصة بعد استشهاد والدتي وإخوتي أحمد، وإيناس، ونور، واستشهاد خالي حسن، وابنيه عامر ورفعت، لكن لم أكن أعلم أنه أيضا سيرحل سريعا».
وتابعت: «كان نسيم بالقرب مني في بداية الأمر كنت أظن أن اصابته بسيطة فوجدته ينزف من رأسه وظهره وسرعان ما فارق الحياة، كنت أخبر نفسي بأنه ما زال على قيد الحياة، وسيتم نقله للمستشفى لعلاجه، لكنه لم يكن ذلك كذلك، فقد استشهد على الفور».
لم تكن علا، العروس الأولى التي اغتالت صواريخ الاحتلال عريسها، فهنالك الكثير من أمثالها لم تترك الحرب لهن متسعا للحب.