وقفية نبض: شراكة تهتم بتقديم الأمل لمرضى القلب

وقفية نبض: شراكة تهتم بتقديم الأمل لمرضى القلب

* محمد الجاسم: 222 مريضاً استفادوا من وقفية نبض

 

في نموذج رائد يجمع بين العمل المؤسسي والتكافل المجتمعي، تواصل الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دعمها لمرضى القلب من الحالات الحرجة، عبر "وقفية نبض"، إحدى مبادرات المصرف الوقفي للرعاية الصحية، بالشراكة مع مستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية.
وتهدف الوقفية إلى تغطية تكاليف علاج مرضى القلب من أصحاب الدخل المحدود أو من لا تتكفل جهة بعلاجهم، وذلك من خلال استثمار الأموال أو الأصول الوقفية وتخصيص ريعها لصالح هذه الفئة، في إطار رؤية شرعية وإنسانية تسعى لتحقيق التكافل المجتمعي، وتحويل الصدقات والمساهمات الفردية إلى مشاريع مؤسسية مستدامة.

* تكافل مجتمعي
وقال محمد جاسم الجاسم، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن "وقفية نبض" تمثل أحد النماذج الوقفية المتجددة التي تعكس عمق التكافل في المجتمع القطري، وتجمع بين التكافل المجتمعي، والعمل المؤسسي والاستدامة الوقفية، مشيرًا إلى أن عدد المستفيدين منها منذ تأسيسها في 2021 وحتى مايو 2025 بلغ 222 مريضًا، ما يعكس حجم الحاجة والطلب المتزايد على هذا النوع من الدعم الصحي.
وأضاف الجاسم أن الشراكة بين الإدارة العامة للأوقاف ومستشفى القلب تقوم على تنسيق دقيق لتحديد الحالات الأكثر احتياجًا وفق تقارير اجتماعية وصحية معتمدة، مشددًا على أن آلية الدعم تخضع لنظام مالي محاسبي دقيق يعزز الشفافية ويكسب ثقة الواقفين والمتبرعين.
وتابع: "الوقفية لا تقتصر على تلبية حاجة المريض فقط، بل تسهم في تعزيز الأمن الصحي المجتمعي، وتغرس مشاعر الامتنان والانتماء، في وقت تتزايد فيه تكاليف الرعاية الصحية، وتُعد هذه المبادرات صمام أمان حقيقي للفئات المحتاجة".

أجر دائم واستدامة مالية
وتدار أموال "وقفية نبض" وفق الضوابط الشرعية، حيث يُحبس الأصل (مالًا أو عقارًا أو أسهمًا)، ويُستثمر بما يحقق عائدًا مستمرًا يُنفق منه على الحالات المستحقة، ويتميز هذا النوع من الوقف باستمرارية أجره في الدنيا والآخرة، على خلاف الصدقات والتبرعات المباشرة، مما يجعل أثره ممتدًا ومتجددًا.
وأتاحت الإدارة العامة للأوقاف خيارات مرنة للراغبين في المساهمة، سواء من خلال التبرعات النقدية أو الوقف العيني أو عبر زيارة مقر الإدارة بمنطقة الوعب، أو حتى طلب مندوب التحصيل، كما توفر الإدارة قنوات إلكترونية آمنة يمكن من خلالها إتمام الوقف خلال دقيقة واحدة، ما يعكس سهولة الإجراءات وتحفيز روح البذل والعطاء.

امتداد لروح الوقف الإسلامي
وأكد الجاسم أن هذه الوقفية تجسد امتدادًا لرسالة المستشفيات الوقفية في الحضارة الإسلامية التي قدمت الرعاية المجانية للفقراء على مر العصور، واليوم تُحيي وزارة الأوقاف ممثلة في الإدارة العامة للأوقاف هذه الرسالة بمشاريع وقفية صحية مؤسسية، تواكب العصر وتلبي احتياجات المجتمع، وتربط بين أصالة الماضي ومتطلبات الحاضر.
وأشار الجاسم إلى أن قصص المستفيدين من الوقفية مؤثرة للغاية، منها حالات لمرضى حالت ظروفهم المادية دون إجراء جراحات دقيقة، وعمال يعيلون أسرًا في بلدانهم وتمكّنوا من إجراء عمليات قلب مفتوح بفضل هذه المبادرة، وقال: "نعيش لحظات مؤثرة، حزنًا على وقع المرض، ثم فرحًا بالتعافي وعودة الأمل، وكل ذلك بفضل الأيادي البيضاء التي سخّرها الله لمد يد العون".
وعن الأثر النفسي للواقف، أوضح الجاسم أن من يفعل الخير لا ينال الأجر في الآخرة فقط، بل يعيش سعادة وطمأنينة في الدنيا، وقال: "من يسهم في علاج مريض يُكتب له أجر تفريج الكرب، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، داعيًا الواقفين إلى استشعار عظمة ما يقدمونه من أمل وعافية للآخرين.
ودعا الجاسم الجميع للمساهمة، قائلًا: "تخيّل أن تكون سببًا في إنقاذ حياة لا تعرفها، وأن دعاء هذا المريض يُرفع لك كل يوم، فتكون ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)".