أولياء أمور لـ”الشرق”: المراكز الصيفية تفتقر للبرامج الجذابة وتقدم أساليب تقليدية

وجّه عدد من أولياء الأمور انتقادات صريحة لأداء المراكز الشبابية والأندية الصيفية، مؤكدين أن الكثير منها بات يفتقر إلى التجديد والابتكار، وتعتمد بشكل مفرط على أنشطة تقليدية مكررة لا تواكب تطلعات الأجيال الجديدة. وأشاروا إلى أن البرامج المطروحة لا تلبي احتياجات الشباب ولا تثير حماستهم، ما يدفعهم للعزوف عن المشاركة والالتحاق بتلك الأندية خلال العطلة الصيفية.
وفي استطلاع أجرته "الشرق"، أبدى المشاركون استياءهم من غياب التنوع في الفعاليات، وغياب الورش التدريبية النوعية التي تركز على المهارات الحديثة مثل العلوم والتكنولوجيا، مؤكدين أن بعض المراكز تحوّلت إلى مجرد أماكن لتمضية الوقت دون محتوى هادف أو محفز. ورغم إشادتهم بالدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الرياضة والشباب، شددوا على ضرورة أن تُترجم هذه الجهود إلى برامج نوعية قادرة على جذب الشباب، وتطوير مهاراتهم، وتوفير بيئة حقيقية لصقل قدراتهم وبناء شخصياتهم.
/////////////////////////////////////////////
حمد عبدالله:
الأندية الصيفية مطالَبة بالتميز والاختلاف
أكد حمد عبدالله أهمية دور المراكز الشبابية في تطوير قدرات ومهارات الشباب العقلية والجسدية، من خلال تقديم مجموعة من الخيارات الجاذبة لهم. وشدّد على أن الأندية الصيفية مطالَبة بالتميز والاختلاف في نوعية البرامج والفعاليات التي تقدمها، وألا تكون مكررة أو متشابهة مع باقي المراكز والأندية الأخرى.
وأوضح حمد أن على الأندية والمراكز الشبابية أن تبادر إلى التجديد والابتكار في أنشطتها، لتتمكن من جذب الشباب والمراهقين خلال الإجازة الصيفية، مشيرًا إلى أن عوامل الجذب تكاد تكون مفقودة في أغلب هذه المراكز. وأضاف: "الجيل الحالي هو جيل التكنولوجيا، ومع الأسف لا توجد حتى الآن مراكز شبابية تقدّم برامج علمية أو دورات تقنية مخصصة للأطفال والشباب. وحتى على صعيد الترفيه، يجب أن تتوافر أقسام وأنشطة خاصة بألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية التي تستهوي هذه الفئة العمرية".
كما دعا إلى تعديل توقيت الأنشطة والبرامج من الفترة الصباحية إلى المسائية، نظرًا لأن معظم الطلاب يفضلون السهر خلال العطلة الصيفية ولا يرغبون في الذهاب إلى النادي في وقت مبكر، مؤكدًا أن الغالبية من الشباب تفضل ارتياد المراكز الشبابية في الفترة المسائية.
وفي ختام تصريحه، أشار الشمري إلى أهمية زيادة المرافق الرياضية الخاصة بالأنشطة الفنية، حتى تجد الفتيات أيضًا الفرصة المناسبة لتفريغ طاقاتهن والاستفادة من وقت الإجازة الصيفية أسوة بالشباب.
//////////////////////////////////////////////
قاسم الشرفي:
إمكانيات المراكز في جذب الشباب محدودة
قال قاسم الشرفي إنه وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الأندية الصيفية والمراكز الشبابية، إلا أنها لا تزال بحاجة ماسة إلى ابتكار وسائل جديدة وحديثة تواكب تطلعات الشباب، من خلال تقديم برامج ودورات تنمي وتطور مهاراتهم العقلية والذهنية بما يعود عليهم بالنفع. وأكد أن الفعاليات لا ينبغي أن تكون مجرد أنشطة لملء الفراغ أو إهدار الوقت، مشيرًا إلى أن إمكانيات بعض المراكز في جذب الشباب ما زالت محدودة، ويعود ذلك إلى ضعف الآليات المستخدمة، التي تُعد من أبرز أسباب قلة الإقبال.
وأضاف الشرفي أن الإجازة الصيفية إذا لم تُستغل بالشكل الصحيح، فإن آثارها السلبية ستنعكس على المجتمع بأكمله. لذلك، من الضروري أن يُقضى وقت الفراغ لدى الأبناء خلال العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالفائدة، وألا تُختزل الإجازة في النوم النهاري والسهر الليلي أمام الشاشات أو لعب الورق أو التجول في المجمعات التجارية دون أي قيمة تُذكر.
وشدد على أن الأندية الصيفية، إذا قامت بدورها التربوي والتنموي على أكمل وجه، قادرة من خلال أنشطتها الجاذبة والهادفة على توجيه الأبناء نحو كل ما ينفعهم، ويسهم في تنمية قدراتهم العقلية والبدنية بطريقة تربوية ناجحة.
///////////////////////////////////////////////////
ثاني الشمري:
الطابع تقليدي ومكرر يشبه الحصص المدرسية
أشاد ثاني الشمري بالدور المهم الذي تلعبه الأندية الصيفية، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة ألا يقتصر نشاطها على تنظيم الفعاليات الرياضية والترفيهية فقط، بل يجب استغلال الإجازة الصيفية في تطوير مهارات الأطفال والشباب من خلال تنظيم دورات وورش تدريبية تسهم في تنمية قدراتهم الذهنية والجسدية.
وأوضح الشمري أن هذه الورش يجب أن تكون تفاعلية وجاذبة، وأن تبتعد عن الطابع التقليدي والمكرر الذي يشبه الحصص المدرسية، قائلاً: "الشباب والأطفال لا يرغبون في أن يشعروا وكأنهم عادوا إلى مقاعد الدراسة خلال الإجازة الصيفية، بل يحتاجون إلى برامج تُقدم بطريقة احترافية تشد انتباههم وتشجعهم على المشاركة".
واقترح الشمري أن تقوم وزارة الشباب والرياضة بإجراء استطلاع أو استبيان ميداني للفئات العمرية المستهدفة، لمعرفة اهتماماتهم ونوعية الفعاليات والأنشطة التي يفضلونها، والعمل على تنفيذها وفق تلك التوجهات. واعتبر أن هذه الخطوة من شأنها أن تحوّل المراكز والأندية الشبابية إلى وجهات جذابة للشباب والمراهقين، ليس فقط خلال الإجازة الصيفية، بل على مدار العام، لأن الصورة الذهنية لديهم ستتغير، وسينظرون إلى تلك المراكز نظرة إيجابية مختلفة عن الفكرة الحالية التي ترى أن الأنشطة تقليدية وغالبها رياضي وغير محفّز.
////////////////////////////////////////////////////
أحمد الخليفي:
إجراء استبيان لمعرفة ميول الشباب والأطفال
قال أحمد الخليفي إن الأندية الرياضية تقوم بجهود جيدة خلال الإجازة الصيفية من خلال ما تقدمه من برامج وفعاليات متنوعة، لكنه أكد أن هذه الفعاليات تحتاج إلى التطوير لتواكب تطلعات الجيل الحالي. وأضاف: "ليس من المعقول أن تكون معظم الفعاليات تقليدية وتركز على الرياضة فقط، خاصة ونحن في فصل الصيف، حيث يفضل الأطفال والشباب ممارسة الأنشطة داخل قاعات مكيّفة بعيدًا عن درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة".
ودعا الخليفي المراكز الشبابية والأندية إلى تطوير قدراتها وإمكاناتها، مقترحًا أن تُجري وزارة الشباب والرياضة استطلاعًا موسّعًا لمعرفة اهتمامات الشباب والمراهقين في المجتمع، وما الأنشطة التي يفضلونها، والعمل على تنفيذها دون تردد.
وتابع الخليفي قائلاً: "لا يفوتني، ونحن نتحدث عن إيجابيات وسلبيات المراكز الصيفية، أن أوجّه الشكر لوزارة التربية والتعليم التي وفرت العديد من المرافق التعليمية لاستخدامها في ممارسة الأنشطة الصيفية، مما يعكس تنسيقًا واضحًا وفعّالًا بين وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة". وأكد أن الدولة لا تألو جهدًا في توفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لإنجاح هذه المبادرات.
وأشار إلى أن دور أولياء الأمور لا يجب أن يقتصر على المتابعة، بل من واجبهم تقديم الاقتراحات والملاحظات الهادفة إلى تطوير أداء المراكز الصيفية، مضيفًا: "لا نريد أن تذهب هذه الجهود سدى، أو أن تبقى الأندية الصيفية خاوية من أبناء المواطنين".
واختتم الخليفي تصريحه بالقول: "أطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس؛ الجيل تغيّر وأصبح مرتبطًا بالتكنولوجيا على مدار اليوم، لذلك من الضروري أن تواكب المراكز هذه المتغيرات من خلال تنظيم برامج تكنولوجية، ودورات وورش تدريبية في مجالات العلوم والأجهزة الإلكترونية، بما يسهم في تنمية مهاراتهم وقدراتهم العلمية، ويجمع بين الترفيه والفائدة في آنٍ واحد".