الاحتلال يزيد من عمليات الإبادة في غزة

الاحتلال يزيد من عمليات الإبادة في غزة

صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من حملات الإبادة الجماعية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث ارتكب 26 مجزرة دموية خلال 48 ساعة فقط، أدت إلى استشهاد أكثر من 300 مدني.
وخلال يوم أمس ارتكب جيش الاحتلال، مجازر أسفرت عن استشهاد 78 شخصا على الأقل، بينهم 38 من منتظري المساعدات. ومن بين المجازر المروعة التي شهدتها غزة أمس، استهداف مدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين، حيث أفاد مستشفى الشفاء باستشهاد 17 شخصا – بينهم 13 من عائلة واحدة- في الغارة على المدرسة. ففي الثانية من فجر امس كانت مدرسة مصطفى حافظ في وسط مدينة غزة، وهي مركز ايواء، على موعد مع قصف غير عادي وبدون سابق إنذار، حمل الفاجعة للعديد من العوائل النازحة التي مسحت من السجل المدني. البعض كان عبارة عن أشلاء والكثير منهم كانت جثامينهم محترقة. واحتشدت جموع من المشيعين قرب جثامين أحبائهم في مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وقالت امرأة مكلومة «لم يتبقَّ لنا أي حياة. فليبيدونا حتى نرتاح أخيرا». وأضافت «لم يتبقَّ شيء. ابنتاي استشهدتا، والآن ابنة أخي مع أطفالها الستة وزوجها احترقوا جميعا حتى الموت».
ومن بين الشهداء كان الأسير المحرر بسام أبو سنينة، الذي لم يحترق وحده، بل احترق جثمانه مع جثمان طفله الذي كان في أحضانه. ويبدو أنه كان يظن أن احتضانه لطفله سيكون أمانا لطفله إلا أن صواريخ الاحتلال لا تعلم أي معنى لمشاعر الأبوة. وجمع بسام بين الشهادة والأسر، فقد كان من بين المحررين في صفقة وفاء الأحرار. وسبق أن التقته «الشرق» حينذاك، حيث دار الحديث عن ألم الأسر وأمل الحرية وبدء حياة جديدة وأسرة ينعم تعوضه سنوات الوحدة في سجون الاحتلال. وكما حرمه الاحتلال قرب أهله في القدس، ونغص فرحة تحريره بإبعاده إلى قطاع غزة، حرم اليوم عائلته من أن تودع جثمانه. رحل بسام ابن مدينة القدس، وهو جائع خائف.. عاش معاناة النزوح المتكرر باحثا عن أمان لزوجته وأطفاله إلا أن الأمان بوجود العدوان الظالم يبدو محالا فمحاولات نزوحه ومعاناته بالحصول على رغيف خبز لأطفاله كانت تكلفتها غالية جدا.