الأوقاف تُنفذ امتحانات خطية لـ 122 مؤذناً

عقدت إدارة المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية امس الثلاثاء ، الاختبار التحريري الثالث لعدد 122 متقدماً لشغل وظيفة مؤذن، في رحاب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، وذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف على رفد مساجد الدولة المفتتحة جديداً بأكفأ المؤذنين.
وأوضح السيد عجيان جابر الاحبابي رئيس قسم شؤون الأئمة والخطباء والرقاة الشرعيين بإدارة المساجد، بأن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الوزارة لرفد المساجد الجديدة بأفضل الكفاءات، وتحقيق رسالتها السامية وتعزيز دورها الإيجابي والبنّاء في المجتمع.
وقال إن هذه الاختبارات تُجرى بشكل دوري وفق حاجة المساجد المفتتحة حديثاً للأئمة والمؤذنين والخطباء، لافتاً إلى أن الاختبار التحريري يركّز على الفقه والعقيدة، حيث يتم اختبار المتقدمين في مادة الفقه من كتاب "منار السبيل" في باب العبادات، والعقيدة من كتاب "أعلام السنة المنشورة".
وأضاف: إن المتقدمين الذين يحصلون على نسبة 78% فأكثر في الاختبارات التحريرية، يتم تأهيلهم للمقابلات الشفهية التي تجريها لجنة مختصة تضم ستة مختصين في الفقه والعقيدة وحفظ وإتقان القرآن الكريم وأحكام التجويد، ويكون الاختبار في عدد من مواضع القرآن الكريم، حيث تهدف هذه المقابلات إلى اختبار حفظ المتقدمين للقرآن الكريم كاملاً مع التجويد بشكل متقن، إضافة إلى التحقق من إلمامهم بأحكام الفقه والعقيدة.
وأكد رئيس قسم شؤون الأئمة والخطباء والرقاة الشرعيين أن هذه الاختبارات تأتي ضمن إطار معايير دقيقة تهدف إلى اختيار الأكفأ لشغل وظيفة المؤذن، لضمان تقديم نموذج متميز في المساجد من حيث حسن الصوت في الأذان وكذلك إمامة المصلين، وبيّن أن اللجنة تضم خبراء متقنين للقراءات العشر، وتعتمد معايير وأسئلة محددة لضمان تحقيق العدالة والشفافية.
وأشار إلى أن دور المؤذنين لا يقتصر على رفع الأذان فحسب، بل يمتد إلى إمامة المصلين ودورهم الفاعل في تعزيز الروابط الأخلاقية والإيمانية في المجتمع، من خلال تقديم نموذج القدوة الحسنة، وتعزيز الالتزام بالقيم الإسلامية عبر خطاب ديني وسطي يواكب تحديات العصر.
وفي سياق متصل، أكد السيد عجيان الاحبابي على المكانة العظيمة للأذان في الإسلام، لكونه سبباً للتنبيه ودعوة لحضور الناس إلى الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، مشيراً إلى ما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة حول فضل المؤذنين. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة"، كما جاء في صحيح مسلم. وشرح الإمام النووي هذا الحديث بأن المؤذنين يكونون أكثر الناس تشوقاً لرحمة الله يوم القيامة لما يرونه من ثواب عظيم.