عبد الرحمن دحيم.. وداعاً لرمز الصحافة الرياضية

فقدت الساحة الإعلامية والرياضية، اليوم، أحد أبرز رموزها صاحب المسيرة الحافلة بالعطاء الكبير زميلنا المغفور له بإذن الله تعالى عبد الرحمن يوسف دحيم الدرويش عميد الصحافة القطرية، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، فالفقيد صاحب بصمة ومسيرة طويلة في الإعلام الرياضي وهو أول قطري يدخل مجال الإعلام وأجرى العديد من اللقاءات مع شخصيات رياضية عديدة، كما أن له عمود رأي كان يطرح ويناقش فيه القضايا الرياضية.
بدايته مع الرياضة في نادي العروبة الرياضي الذي تأسس عام 1959م وكان يترأسه الشيخ عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني، فقد كان إداريا نشيطا ومحنكا في ستينيات القرن الماضي، وقبله لعب في فريق الدرجة الثانية بالنادي، وارتبط اسمه بهذا النادي العريق صاحب الإنجازات والبطولات خلال حقبة الستينيات حتى عام الدمج 1972، وتولى منصب سكرتير النادي، وكان دائم الحضور في ملاعب التمارين والمباريات ومتواجدا دائماً في استاد الدوحة، وأذكر كان ينزل بين الشوطين الملعب ويتحدث مع اللاعبين وينصحهم ويوزع على اللاعبين العصير والماء حيث لم تكن في تلك الفترة غرف لتبديل للملابس.
بعد دمج ناديي العروبة وقطر تحت اسم نادي الاستقلال عام 1972، عمل في ادارة النادي ثم انتقل للعمل الإداري في نادي السد. ويعتبر الفقيد من مؤسسي الاعلام الرياضي في قطر، وبدأ العمل في إذاعة قطر عام 1968 حيث لم تكن هناك وسائل إعلام في قطر، وبدأ بتغطية الموسم الرياضي عام 1969 لبرنامج الرياضة بالإذاعة الذي ذاع صيته في تلك الفترة، وقام بتغطية دورة الخليج الأولى عام 1970 في البحرين وقام بكتابة جميع مبارياتها كما كلف ايضاً بإعداد برنامج رياضي في التلفزيون بعد افتتاحه عام 1970.
كما عمل في مجلة الدوحة التابعة لوزارة الاعلام، وعمل في مختلف الجرائد القطرية وجريدة الدوري الرياضية الأسبوعية وترأس القسم الرياضي للشرق منذ منتصف التسعينيات وحتى يناير 2003 وخلال هذه الفترة ساهم بتطوير العمل في القسم الرياضي بـ"الشرق" واستقطب مجموعة من الصحفيين القطريين الشباب للعمل في الصحافة الرياضية وكان صاحب فكرة اصدار الملحق الرياضي كما كان من المؤسسين للجنة الاعلام الرياضي القطري وعضوا لعدة دورات بها وساهم عبد الرحمن دحيم بتغطية العديد من الاحداث الإقليمية والقارية والعربية والدولية ولكن تبقى صورته الشهيرة مع وفد ملف فوزنا باستضافة آسياد 2006 في كوريا ببوسان عام 2000 وهو يجهش ببكاء الفرح من الصور الشهيرة في مسيرته الإعلامية الطويلة.
رحل عبدالرحمن دحيم بجسده ولكن مسيرته الاعلامية والرياضية والتي تجاوزت الستين عاما باقية في ذاكرتنا.. رحم الله فقيد الرياضة القطرية وأسكنه فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و"إنا لله وإنا إليه راجعون".