صراع في الساحة الإسرائيلية بشأن واقع خسائر الحرب

صراع في الساحة الإسرائيلية بشأن واقع خسائر الحرب

رغم الهشاشة الاستخباراتية التي ظهرت عليها إيران في بداية العدوان الإسرائيلي عليها، إلا أنها ظلت تحتفظ بنقاط قوة بالغة التأثير، وسرعان ما اكتشف كيان الاحتلال، أنه أمام واحدة من أكثر الحروب ضراوة في تاريخه.
حالة من الجدل سيطرت على المشهد الإسرائيلي، حول حقيقة الخسائر التي يتكبدها كيان الاحتلال نتيجة الضربات التي تشنها إيران في العمق الإسرائيلي، وسط اتهامات للحكومة والجيش بتعمد التعتيم، وظهور أصوات تشكك في قدرتهما على حماية المدنيين.
ويرى مهند عبد الحميد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن إسرائيل تخفي تفاصيل تتعلق بحجم الدمار ودقة الاستهداف الإيراني، خصوصاً إذا ما طالت الضربات مواقع حساسة، مدنية أو عسكرية، مبيناً أن هذا يعود إلى منع طهران من تقييم نتائج ضرباتها والاستفادة منها في تحسين الهجمات في خضم الحرب.

لكن المتحدث نفسه، أشار إلى صعوبة إخفاء المعلومات حول عدد القتلى والجرحى وحجم الدمار، في ظل فضاء مفتوح. ويشير الباحث السياسي شهاب شهاب، إلى عدم قدرة إسرائيل على احتمال حروب الاستنزاف الطويلة، مبيناً أن انجازاتها وفعالية ضربتها بدأت تتآكل يوماً بعد يوم، وأن ثقل المعركة التي تخوضها من السماء، يزداد على جبهتها الداخلية كلما ابتعدت لحظة حسمها.
وتستخدم إسرائيل منظومات عدة لأجل اعتراض الضربات الإيرانية لكنها تكلفها أموالاً طائلة، إذ يكلّف اعتراض كل دفعة إيرانية نحو 287 مليون دولار، ولا تقف الخسائر الاقتصادية عند هذا الحد، إذ تبلغ التكلفة الأمنية المباشرة نحو 11 مليار دولار.
ويضاف إلى زرمة الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية، تصاعد مخاوف هروب المستثمرين الأجانب ورؤوس الأموال، مع اتساع رقعة الحرب مع إيران، وتعليق بعض الصناديق الاستثمارية في أوروبا عمليات ضح أموال جديدة إلى تل أبيب، وتوقف الأنشطة التجارية والخدماتية، خصوصاً لدى الشركات الصغيرة.

ورغم امتلاك إسرائيل تفوقاً جوياً، إلا أن صواريخ إيران البالستية أثبتت أن الهيمنة الجوية والاستخبارية وحدها لا تكفي لحماية المعتدي من مواجهة الدمار، لا سيما وأن طريق الخروج من الحرب ما زال هشاً وبعيداً.
ويبدو أن إيران أخذت تُبطئ وتسرع موجات صواريخها بشكل متعمد، إذ ترسل دفعات صغيرة بما يؤشر على تراجع قدراتها، وتتبعها بضربات مزلزلة، ويشكل هذا تحولاً إلى حرب نفسية، تذكّر بأسلوب الإيهام بالغرق، والحرمان من النوم، وقد صمم هذا التكتيك، لاستنزاف مخزونات الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، وإرهاق أفراد الدفاع الجوي، ومحاولة إضعاف معنويات المدنيين، من خلال تنبيهات متكررة، وغير متوقعة للملاجئ.