أكاديميون لـ “الشرق”: مجالات promising في انتظار المتميزين من خريجي الجامعات

أكد عدد من الأكاديميين والاستشاريين المهنيين أن اختيار التخصص الجامعي لا يُعد قراراً عادياً في حياة الطالب، بل يُمثل خطوة مصيرية ترسم ملامح مستقبله الأكاديمي والمهني لعقود قادمة. وأشاروا إلى أن هذا القرار يتطلب وعياً واستعداداً للتوفيق بين الشغف الشخصي والميول الدراسية، وبين متطلبات سوق العمل وتوجهات الدولة المستقبلية. وأوضح الخبراء أن تعدد التخصصات وتنوع الخيارات قد يوقع كثيراً من الطلاب في حيرة، مما يستدعي التفكير بعين استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المتسارعة في سوق العمل، والحاجة المتنامية لتخصصات حيوية مثل الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، إدارة الأعمال، والرعاية الصحية. وفي هذا السياق، شددوا على أن قطر تشهد نهضة شاملة في مختلف القطاعات، ما يحتم على الشباب تطوير كفاءاتهم في المجالات الواعدة، انسجاماً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تركز على بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار. ودعوا الطلاب إلى ضرورة الاستفادة من التوجيه الأكاديمي والمهني المتاح، والتخطيط المسبق لاختيار تخصصاتهم بما يتلاءم مع قدراتهم من جهة، ومتطلبات التنمية الوطنية من جهة أخرى.
– مسعد الحجاجي: البحث عن التخصصات الجديدة لتلبية احتياجات السوق
قال الأستاذ مسعد سعيد الحجاجي، مستشار التنمية البشرية والاعلام والإرشاد المهني بالمجلس العربي للاستشارات، إن قرار اختيار التخصص الجامعي يعد من أهم القرارات المصيرية التي تواجه الشباب في مرحلة مهمة من حياتهم وقد تكون مفصلية بل أنها اللبنة الأساسية لبناء المستقبل، مشيرا إلى أنهم كمرشدين مهنيين ملزمون بتقديم مجموعة من النصائح تساعد أبناءنا على اختيار التخصص المناسب.
وأشار إلى أهمية اكتشاف الشغف والميول ومعرفة المواد التي يستمتع الطالب بدراستها، ثم معرفة معرفة نقاط القوة لديه حتى يتمكن من اختيار تخصص يتوافق مع قدراته ويزيد من فرص نجاحه الأكاديمي والمهني، مشددا على ضرورة البحث عن التخصصات الجديدة والمبتكرة التي قد تتناسب مع اهتماماته وقدراته وتلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية.
وأوضح انه قبل اختيار التخصص يجب على الطالب القراءة عن التخصصات في الجامعات المحلية والعالمية والمقارنة بين المناهج الدراسية، مبينا انه على الطالب خلال فترة الدراسة الجامعية العمل على اكتساب المهارات العملية للوظيفة من خلال البحث عن فرص التدريب العملي، والمشاركة في المشاريع التطبيقية.
– سارة سيفي: للمستشار المهني دور هام لتوجيه مسار الطالب
قالت السيدة سارة سيفي، مستشار مهني وتعليمي، انه منذ طفولتنا ونحن نفكر بالمستقبل، نكبر وننمو على سؤال «ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟»، مشيرة إلى أن التخصص الجامعي أصبح قرار حياة وليس ورقة تعلق على الحائط، أصبح هذا القرار متعدد الطرق، أولا كيفية اختيار التخصص، الاستماع إلى الشغف وما أحب، أو اتباع إشارات سوق العمل، وهنا جوهر التفكير والنقاش الذي يخوضه كل طالب وعليه سيبنى مستقبله، فعليه أن يكون واعيا ولديه بُعد نظر.
وأكدت انه يوجد ثلاثة عناصر يجب الانتباه إليها وهي «الشغف، المهارة، الفرص»، هذه العناصر تشكل مثلث القرار المهني، لافتة أن قطر تشهد تطورًا في جميع المجالات، وهذا يفرض على الشباب التفكير والعمل على الكفاءة، في مجالات الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، إدارة الأعمال، والرعاية الصحية.. الخ. لأنه في قطر، حيث تُرسم ملامح المستقبل من خلال رؤية قطر الوطنية 2030، أصبح لزاماً على الطلاب التفكير في تخصصاتهم بعين استراتيجية.
– عماد العقاد: التعرف على الفرص الوظيفية المتاحة
يرى الأستاذ عماد العقاد، المرشد الأكاديمي مدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال الثانوية للبنين، أن اختيار التخصص الجامعي من اهم القرارات التي تؤثر علي مسار الطالب المهني، لذلك يجب عدم التسرع في الاختيار حتى لا يشعر بالندم في حياته المستقبلية، مشيرا إلى إنه قبل ان يتخذ الطالب قراره يجب أن تكون لديه فكرة واضحة عن التخصصات المتاحة في الجامعات المحلية داخل بلده وخارجها. ونصح الطالب بالاستعانة بموقع وزارة التعليم، ومواقع الجامعات المعروفة للحصول على معلومات دقيقة، كما يجب التعرف علي مجالات العمل المتاحة لكل تخصص فمن المهم جدا أن التعرف علي الفرص الوظيفية المتوفرة داخل بلدك وخارجها، منوها أن بعض التخصصات قد تكون مطلوبة اليوم لكنها قد تتغير بشكل كبير في المستقبل، ويقل الطلب عليها في المستقبل بسبب التطور التكنولوجي او تغييرات سوق العمل، فيجب الاطلاع علي تقارير المنظمات العالمية للتعرف علي التخصصات الأكثر طلبا في المستقبل.
وقال إن اختيار التخصص الجامعي ليس قرارا عشوائيا بل يجب أن يكون نتيجة بحث ودراسة دقيقة فلا يجب التسرع في اختيار التخصص.
– نادية عبدالله: دور كبير لـ «التأسيس الجامعي» في تمكين الطلاب
أكدت السيدة نادية محمد عبدالله، مدير الاتصالات والعلاقات العامة بكلية التأسيس الجامعي، أن اختيار التخصص الجامعي يُعد من أهم القرارات التي يتخذها الطالب في حياته الأكاديمية والمهنية، موضحة انه مع تعدد التخصصات والخيارات، يقف الكثير من الطلاب حائرين بين ميولهم الشخصية ومتطلبات سوق العمل، وبين شغفهم وإمكانياتهم الأكاديمية.
وأشارت إلى الحاجة للتوجيه السليم والدعم الأكاديمي المبكر، وهو الدور المحوري الذي تلعبه كلية التأسيس الجامعي في قطر في إعداد وتأهيل الطلاب للمرحلة الجامعية، ومساعدتهم على اتخاذ قرارات مبنية على وعي ومعرفة. وقدمت نصائح لاختيار التخصص الجامعي المناسب، ومنها معرفة نقاط القوة والضعف تساعد في تحديد المسار الأفضل لطالب، واستشارة المختصين، والتوازن بين الشغف وسوق العمل، وكذلك التأكد من استيفاء المتطلبات الأكاديمية.
ولفتت إلى أن كلية التأسيس الجامعي في قطر، لا نقتصر فقط على تأهيل الطلاب أكاديميًا للمرحلة الجامعية، بل نحرص على تقديم التوجيه الفردي لكل طالب لمساعدته في اختيار التخصص الأنسب لقدراته واهتماماته. وأضافت أن اختيار التخصص الجامعي ليس قرارًا عابرًا، بل هو حجر الأساس لمستقبل مهني وحياة عملية ناجحة.
– نادين أحمد: المرشد المهني عنصر داعم وأساسي للطالب
أوضحت السيدة نادين أحمد، مرشدة المسار المهني قي المدرسة اللبنانية، أن اختيار التخصص الجامعي قرار مصيري ومحطة مهمة في حياة الطالب، ويتطلب تفكيرًا دقيقًا وتخطيطًا واعيًا. ونصحت الطلاب بالنظر إلى الآثار طويلة المدى لاختياراتهم، ويمكن تحقيق النضج المهني من خلال البحث في اتجاهات سوق العمل، والمشاركة في التدريب العملي، وإجراء محادثات مع محترفين في مجالات متعددة، مما يُمكنهم من اتخاذ قرارات مدروسة وثابتة. ولفتت إلى أن المعارض الجامعية والمهنية تُعد فرصًا ثمينة للتواصل مع الخبراء والخريجين، مما يُوفر رؤى واقعية تساعد في اتخاذ القرار المناسب، كما أن زيارة الجامعات والتحدث إلى الأساتذة تمنح الطلاب فهماً عمليًا للتخصصات المختلفة.
– إيمان محمد: التخصص الجامعي يتطلب وعيا وتخطيطا مستمرا
ترى الأستاذة إيمان محمد، مديرة مدرسة المنار الدولية فرع الدفنة، أن اختيار التخصص الجامعي ليس قرارًا مفاجئًا يُتخذ في لحظة، بل هو رحلة تبدأ مبكرًا وتُبنى على وعي تدريجي وتخطيط مستمر، وكل مرحلة دراسية تمثل خطوة في طريق اكتشاف الذات وتحديد الوجهة المستقبلية. وأشارت إلى أن الوعي يبدأ من المرحلة الإعدادية، حيث يبدأ الطالب في استكشاف ذاته واهتماماته بشكل غير مباشر، بينما المرحلة الثانية فهي التوجيه المبدئي، وهنا يجب على الطالب تقليص الخيارات يحبها أو يبرع فيها، والبحث عن التخصصات الجامعية المرتبطة بهذه المجالات. وتابعت قائلة: أما المرحلة الثالثة فهي التخطيط الجاد من خلال اختيار المواد الدراسية المناسبة للتخصص المستهدف».