د. رامي الأسعد، مدير طب الأسنان في “الرعاية الأولية”، لـ “الشرق”: إطلاق خدمات متقدمة ومتميزة في مجال طب الأسنان قريباً

د. رامي الأسعد، مدير طب الأسنان في “الرعاية الأولية”، لـ “الشرق”: إطلاق خدمات متقدمة ومتميزة في مجال طب الأسنان قريباً

كشف الدكتور رامي الأسعد -مدير إدارة طب الأسنان في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية – النقاب عن أنَّ متوسط نسبة التغيب عن مواعيد الأسنان في المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية قد سجل 36% لعام 2024 من المواعيد المجدولة، مؤكداً أنَّ هذه النسبة تمثل تحدياً كبيراً، وتعد عقبة رئيسية تواجهها عيادات طب الأسنان في المراكز الصحية.
وأضاف الدكتور الأسعد أنَّ ما يتم تداوله على بعض منصات التواصل الاجتماعي، والتي تبث رسائل ونصائح مغلوطة وغير صحيحة، مثل استخدام مواد تبييض الأسنان المنزلية غير المرخصة أو المعلومة المصدر، يمثل تحدياً إضافياً ضمن سلسلة التحديات التي تواجه طب الأسنان.

وأعلن الدكتور رامي الأسعد، في حوار لـ ”الشرق”، أنَّ متوسط المعدل الزمني للحصول على موعد في عيادة طب الأسنان العام للمواطنين يتراوح ما بين خمسة إلى سبعة أيام فقط، لافتاً إلى أنَّ هذه الأرقام تتماشى مع معدلات دول أخرى.
وبيَّن الدكتور الأسعد أنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بصدد إدخال رعاية متقدمة في عدة تخصصات للأسنان، مؤكداً أنَّ تطوير خدمات الأسنان التخصصية مستمر، وإنْ كان ضمن إطار الرعاية الطبية الأولية.
 فإلى تفاصيل الحوار:-

◄ ما نوعية خدمات الأسنان المقدَّمة؟ وهل الإدارة يندرج تحتها أقسام؟
 تعد خدمات طب الأسنان جزءاً أساسياً من منظومة الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر، حيث تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على تقديم رعاية عالية الجودة للأفراد من جميع الفئات العمرية، سواء كان ذلك من خلال خدمات عاجلة أو مواعيد مُسبقة الحجز، وذلك بهدف تعزيز صحة الفم والأسنان والوقاية من الأمراض.
ترتكز هذه الخدمات على معالجة الأضرار الناتجة عن تسوس الأسنان والالتهابات اللثوية لكافة الفئات العمرية، مع تركيز خاص على الأطفال دون سن الثانية عشرة، والفئات ذات الأولوية مثل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ظل التوسع المستمر في افتتاح المراكز الصحية الحديثة، تمتد خدمات طب الأسنان لتشمل بعض العلاجات التخصصية ضمن نطاق الرعاية الصحية الأولية، وكل ذلك في إطار الالتزام باللوائح التي وضعتها وزارة الصحة العامة في الدولة.
كما تولي مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أهمية كبرى للوقاية من أمراض الفم والكشف المبكر عنها وعلاجها، وتعطي الأولوية للأمراض المرتبطة بعوامل الخطر الشائعة التي يمكن الوقاية منها، والمتعلقة بنمط الحياة، مثل النظام الغذائي، مساهمةً بذلك في تحقيق أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للفترة 2024 – 2030.

– عيادات في31 مركزاً صحياً
◄ كم عدد عيادات الأسنان في المراكز الصحية؟ وهل جميعها تقدم الخدمات ذاتها؟
 تنتشر خدمات طب الأسنان في 31 مركزاً صحياً بمختلف أنحاء الدولة، وتركز هذه الخدمات على ممارسة طب الأسنان العام ضمن رعاية متعددة التخصصات، تقدمها جميع المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمجهزة بأحدث التقنيات الطبية، ويشرف عليها كوادر مؤهلة من أطباء الأسنان العام والأخصائيين، بالإضافة إلى ذلك، توجد رعاية متخصصة مثل جراحة الفم، وعلاج الجذور، وطب أسنان الأطفال، وعلاج اللثة في عدد من المراكز المحورية التي تدعم المراكز الأخرى ضمن التوزيع الجغرافي نفسه.

 357 ألف مراجع
◄ كم عدد المستفيدين من خدمات الأسنان خلال العام الماضي؟ وهل يمكن الوقوف على عدد التحويلات إلى الرعاية الثانوية؟
► شهدت المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية زيادة كبيرة في أعداد المراجعين لعيادات طب الأسنان، حيث بلغ إجمالي عددهم نحو 357,000 مراجع خلال عام 2024، وهو ما يُمثل ارتفاعاً ملحوظاً مقارنةً بإجمالي عام 2023، الذي بلغ نحو 327,000 مراجع، مما يُبرز أهمية سهولة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
أما بخصوص التحويلات بين الرعاية الأولية والثانوية، فهي تتم بصورة تبادلية بين الطرفين، إذ يتم تحويل بعض الحالات من الرعاية الأولية إلى الثانوية والعكس، وذلك بناءً على نوع الخدمة المطلوبة للمريض، فهناك اختصاصات متوفرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تتوفر في الرعاية الثانوية.

– عيادات للمواطنين 
◄ ما مدى إسهام تخصيص عيادات للمواطنين في تقليص مدة الانتظار؟

► تم تخصيص 8 مراكز صحية للمواطنين القطريين، وهي: لعبيب، معيذر، الثمامة، جنوب الوكرة، السد، المشاف، أم السنيم، بالإضافة إلى مركز الخور في المنطقة الشمالية. مع العلم أنَّ المواطنين مستمرون في تلقي الخدمات في جميع المراكز التابعة للمؤسسة.
وقد أسهم هذا التخصيص بشكل ملحوظ في تقليص فترات الانتظار، حيث بلغ متوسط الزمن المطلوب للحصول على موعد في عيادات الأسنان العامة للمواطنين ما بين 5 إلى 7 أيام، وهي أرقام تتماشى مع معدلات دول أخرى.

– 36 % نسبة التغيب
◄ ما حجم التغيب عن مواعيد الأسنان؟ وما خططكم لمعالجة هذه المشكلة؟

 لا تزال نسبة التغيب عن المواعيد وعدم الالتزام بالحضور تمثل تحدياً كبيراً، حيث بلغ متوسط معدل التغيب في عيادات طب الأسنان بالمؤسسة لعام 2024 نحو 36% من المواعيد المجدولة، مما يشكّل عقبة رئيسية أمام الكفاءة التشغيلية لعيادات الأسنان.
ومن هنا، جاءت الخطة الوطنية الاستراتيجية الثالثة للصحة 2024-2030 لترسيخ النهج الوقائي ونشر الوعي الصحي بخطورة أمراض الفم والأسنان، وعلاقتها بالأمراض المزمنة، إلى جانب تعزيز الوصول الآمن والسهل للخدمات، ورفع كفاءة الخدمة لضمان استفادة عدد أكبر من المرضى في الوقت المناسب.

– خدمات قيد الدراسة 
◄ هل هناك نية لطرح تخصصات دقيقة لتخفيف الضغط على مستشفيات الرعاية الثانوية؟

 نعم، يتم العمل على تطوير خدمات الأسنان التخصصية ضمن إطار الرعاية الطبية الأولية، ونحن بصدد إدخال رعاية متقدمة في عدد من التخصصات التي لا تزال قيد الدراسة، مع التركيز على الخدمات الوقائية وخفض نسب التسوس وأمراض الفم، وهي من صميم أهداف الرعاية الصحية الأولية.

– أمراض شائعة
◄ ما دور مؤسسة الرعاية في استقطاب خريجي طب الأسنان من جامعة قطر؟

 شاركت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تدريب طلبة كلية طب الأسنان بجامعة قطر، وشكلت بذلك تحالفاً استراتيجياً يعود بفوائد كبيرة على جميع الأطراف المعنية، وستواصل المؤسسة استقطاب الخريجين والخريجات للعمل ضمن كوادرها.

– تحديات صحية 
◄ ما أبرز التحديات التي تواجه صحة الفم والأسنان؟

 أمراض الأسنان شائعة في الدولة، وتؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء، وذلك لأسباب تتعلق بالنظام الغذائي، وعادات النظافة، وأنماط الحياة، ويسهم الاستهلاك المفرط للأطعمة والمشروبات السكرية، إلى جانب ضعف العناية بنظافة الفم مثل التنظيف غير المنتظم بالفرشاة أو الخيط السني، في تفاقم المشكلة. 

علاوة على ذلك، قد تؤدي بعض أنماط الحياة إلى أمراض اللثة ومشاكل خطيرة أخرى في الأسنان، ويُبرز انتشار هذه الحالات الحاجة الملحة إلى تعزيز مبادرات الصحة العامة والتثقيف الصحي للحفاظ على صحة الفم.
ومن بين التحديات البارزة أيضاً ما يتم تداوله عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي من رسائل مضللة ونصائح خاطئة تتعلق باستخدام مواد غير مرخصة لتبييض الأسنان أو مجهولة المصدر. وهنا نؤكد على أهمية استشارة طبيب الأسنان قبل استخدام مثل هذه المنتجات، وضرورة الامتناع عن شراء أو استخدام أي منتج لمجرّد طابعه التسويقي دون الرجوع إلى الطبيب المختص.