الترويج للقنوات: واتساب يبدأ تجربة أدواته الإعلانية الأولى

في تحول مفاجئ بمسار التطبيق الأشهر عالميًا في التراسل الفوري، بدأ واتساب التابع لشركة ميتا اختبار أولى أدواته الإعلانية داخل واجهته، عبر ما يُعرف بـإعلانات الحالة والقنوات المُروّجة.
خطوة ستفتح الباب أمام محتوى ممول يظهر ضمن علامة تبويب “التحديثات”، بعد أن كانت المساحة حكرًا على الحالات الشخصية والقنوات التي يتابعها المستخدمون فقط.
بحسب ما كشفه موقع WABetaInfo المتخصص في تحديثات “واتساب”، فإن أحدث نسخة تجريبية لتطبيق واتساب على نظام “أندرويد” كشفت عن بدء الشركة فعليًا اختبار هذا النوع من الإعلانات.
وتسمح “إعلانات الحالة” للشركات بمشاركة محتوى قصير وجذاب يظهر بنفس الطريقة التي تظهر بها الحالات العادية، لكن مع وضع علامة مميزة تُشير إلى كونه محتوى ممول، وذلك حتى لا يختلط على المستخدمين.
وتتيح هذه الإعلانات للمستخدمين مشاهدتها بنفس طريقة تصفح الحالات التقليدية، مع إمكانية تجاوزها بحركة تمرير سريعة خلال أقل من ثانية واحدة. وفي حال وجد المستخدم أن أحد المُعلنين أصبح مزعجًا، فبإمكانه حظره مباشرة حتى لا تظهر إعلاناته مجددًا.
إلى جانب الإعلانات في الحالات، بدأت “واتساب” اختبار ميزة القنوات المُروّجة، وهي أداة تستهدف زيادة وصول القنوات العامة إلى جمهور أكبر.
فبمجرد ترويج قناة معينة، يتم إبرازها بشكل واضح ضمن “دليل القنوات”، ما يمنحها فرصة الظهور لمستخدمين لا يتابعونها أصلًا.
وتخدم هذه الآلية منشئي المحتوى والعلامات التجارية والمؤسسات، عبر تعزيز حضورهم دون الحاجة للاعتماد على الاكتشاف العشوائي أو العضوي، مع ظهور علامة صغيرة على القناة تُشير بوضوح إلى أنها “مروّجة” مدفوعة.
ورغم إدخال هذه الإعلانات، حرص “واتساب” على الحفاظ على تجربة المستخدم في محيط المحادثات، إذ تم دمج إعلانات الحالة والقنوات المُروّجة داخل تبويب “التحديثات” فقط، بعيدًا تمامًا عن أي رسائل فردية أو جماعية، أو مكالمات صوتية أو مرئية، أو حتى المجموعات والمجتمعات.
وكانت “ميتا” قد أعلنت لأول مرة عن نيتها إدخال الإعلانات إلى واتساب في يونيو/ حزيران الماضي، متخلية بذلك عن الموقف التاريخي لمؤسس التطبيق “برايان أكتون” الذي رفض سابقًا وجود أي محتوى إعلاني على المنصة.
وفقًا لما أورده موقع WABetaInfo، فإن عملية اختيار الإعلانات تعتمد على معلومات محدودة للغاية، دون المساس بالمراسلات الخاصة أو المكالمات أو الحالات الشخصية.
ويأخذ النظام في الاعتبار عوامل مثل الدولة أو المدينة (وفق بيانات الموقع الجغرافي)، واللغة المُستخدمة في التطبيق، والقنوات التي يتابعها المستخدم، وكذلك مدى تفاعله مع الإعلانات السابقة.
أما بالنسبة للمستخدمين الذين قاموا بربط حساب “واتساب” بمركز حسابات “ميتا” بشكل طوعي، فقد تُستخدم بعض تفضيلاتهم الإعلانية من تطبيقات “ميتا” الأخرى لتحسين دقة الإعلانات التي يتلقونها داخل واتساب.
وحتى الآن، لا تزال ميزة إعلانات الحالة والقنوات المُروّجة قيد التجربة داخل النسخة التجريبية الخاصة بأجهزة أندرويد، ولكن من المتوقع أن تبدأ “واتساب” في تعميم هذه الأدوات الجديدة تدريجيًا على جميع المستخدمين حول العالم خلال الأشهر القليلة المقبلة.