850 ألف دينار للحصول على مقعد في حافلة قديمة.. وكالات السفر التركية تستغل العراقيين العالقين.

– واع
في أعقاب التطورات الأمنية المتسارعة بالشرق الأوسط، والتي بلغت ذروتها بإغلاق الأجواء التركية وعدد من أجواء دول المنطقة إثر التصعيد العسكري بين وإسرائيل، وجد مئات العراقيين أنفسهم عالقين في مطارات المدن التركية، خاصة في إسطنبول وأنقرة وأنطاليا، دون أي وسيلة للعودة السريعة إلى بلادهم.
استغلال تحت ضغط الحاجة
وبينما يعيش هؤلاء المواطنون ساعات قلق وتوتر، بسبب عدم توفر رحلات جوية مباشرة أو بديلة، بدأت بعض مكاتب السفر والنقل البري في ، وفق شهادات عديدة حصلت عليها مراسلنا بفرض مبالغ خيالية لإعادتهم إلى عبر الطرق البرية.
ووصلت بعض هذه المبالغ إلى أكثر من 850 ألف دينار عراقي (ما يعادل حوالي 550 دولار أمريكي) للشخص الواحد.
، وهو أحد العالقين في إسطنبول برفقة عائلته المكونة من خمسة أفراد، قال “فوجئنا بأن بعض المكاتب تطلب منا مبلغ 4 ملايين وربع دينار مقابل إعادتنا بسيارة (فان) صغيرة عبر الأراضي التركية ثم السورية إلى معبر فيشخابور”، مبينا ان “هذا استغلال واضح وظروفنا لا تحتمل”.
في حين تحدثت السيدة زهراء ، وهي موظفة جاءت للسياحة قبل أسبوع، قائلة: “اتصلنا بالقنصلية، وقالوا إن هناك تنسيقًا مع ، لكن حتى الآن لا توجد آلية واضحة”، مبينة “اننا مرعوبون من الوضع الأمني ونريد العودة بأي وسيلة”.
توجيهات رسمية
يُذكر أن كان قد أصدر، في وقت سابق، توجيها مباشرا إلى بتأمين عودة العراقيين العالقين في الخارج، لا سيما في تركيا، عبر النقل البري والجوي الرسميين للدولة.
لكن وعلى الرغم من هذه التوجيهات، أفاد عدد من العراقيين بأنهم لم يشهدوا أي تحرك حكومي ملموس حتى الآن.
وأوضح حيدر عباس التكريتي، وهو طالب دراسات عليا في جامعة إسطنبول، أن “قنصلية العراق لا ترد بشكل واضح، ونحن نُرغم على لمكاتب تجارية، بينما الحكومة وعدتنا بإعادة مجانية”.
مناشدات للحكومة والبرلمان
وفي ظل هذه الأزمة، ناشد عدد من النواب العراقيين وزارة الخارجية والنقل بالتحرك الفوري لإرسال حافلات رسمية عبر المعابر البرية مع تركيا، أو فتح جسر جوي مؤقت حالما تسمح الأجواء بذلك.
كما دعت النائبة إقبال إلى “فتح تحقيق فوري في استغلال بعض المكاتب الخاصة للمواطنين وفرض مبالغ غير قانونية عليهم”.
موقف في تركيا
وأصدر القائم بالأعمال العراقي في تصريحًا مقتضبًا جاء فيه:
“نحن على تواصل دائم مع الجهات العراقية، وننتظر تأمين الحافلات الرسمية لبدء خطة الإجلاء، علماً أن بعض المواطنين يرفضون العودة البرية ويطالبون بالعودة جواً”.