ما هي قدرات صاروخ سجيل الذي أطلقته إيران باتجاه إسرائيل؟

يُعتبر صاروخ سِجّيل من أكثر الصواريخ تطورًا في الترسانة الصاروخية الإيرانية، ويمثل نقلة نوعية في القدرات الباليستية للجمهورية الإسلامية.
وهو أول صاروخ إيراني متوسط إلى بعيد المدى يعمل بالكامل بالوقود الصلب، ما يمنحه مرونة تشغيلية وسرعة جاهزية أكبر مقارنة بصواريخ مثل شهاب-3 التي تعمل بالوقود السائل.
المدى والقدرة التدميرية
يبلغ مدى صاروخ سِجّيل ما بين 2000 إلى 2500 كيلومتر، مما يضعه ضمن فئة الصواريخ الباليستية متوسطة إلى بعيدة المدى (MRBM/IRBM). ويتيح هذا المدى لإيران الوصول إلى أهداف في إسرائيل، تركيا، الخليج العربي، وجنوب أوروبا.
الوقود الصلب: ميزة استراتيجية
الميزة الأساسية لسِجّيل هي اعتماده الكامل على الوقود الصلب، وهو ما يمنحه سرعة في الإطلاق دون الحاجة إلى تجهيزات طويلة. كما يُمكن إطلاقه من منصات متحركة، مما يصعّب من مهمة رصده واستهدافه في الضربات الاستباقية.
الرأس الحربي
يستطيع صاروخ سِجّيل حمل رأس حربي يزن ما بين 500 إلى 650 كجم. وعلى الرغم من أنه مصمم لحمل رؤوس تقليدية، تشير تقديرات غربية إلى إمكانية تكييفه لحمل رؤوس نووية في حال امتلاك إيران لهذا النوع من الأسلحة مستقبلًا.
الدقة والتوجيه
رغم أن سِجّيل ليس صاروخًا دقيقًا مثل صواريخ كروز، فإن دقته تُعد محسّنة مقارنة بالصواريخ الباليستية الإيرانية الأقدم. يُقدّر معدل الخطأ الدائري له بين 100 إلى 500 متر، وتعمل إيران على تطوير أنظمة توجيه تعتمد على GPS ومنظومات داخلية لتعزيز الدقة.
السرعة والقدرة على المناورة
في المرحلة النهائية، تصل سرعة سِجّيل إلى نحو Mach 12–13، وهي سرعة تفوق قدرة معظم أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية على الاعتراض، بما في ذلك باتريوت وآرو الإسرائيلي.
النسخ المطورة
توجد عدة نسخ مطورة من سِجّيل، من بينها سجيل-2، والتي تتميز بتحسينات في الدفع والمدى والتوجيه. وتفيد تقارير غير رسمية بأن إيران تعمل على تطوير نسخة ثالثة تُعرف باسم سجيل-3 بمدى قد يتجاوز 3000 كلم.
الدور العسكري والاستراتيجي
يمثل سِجّيل عنصرًا أساسيًا في عقيدة الردع الإيرانية، ويُستخدم في المناورات العسكرية كأداة ردعية ورسالة تهديد إلى الخصوم الإقليميين والدوليين. وتعد قدرته على إصابة أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي جزءًا من معادلة “الرد في العمق” الإيرانية.