هل يمكن أن تؤدي “القنابل المدمرة للتحصينات” الأمريكية دوراً محورياً في النزاع بين إسرائيل وإيران؟

هل يمكن أن تؤدي “القنابل المدمرة للتحصينات” الأمريكية دوراً محورياً في النزاع بين إسرائيل وإيران؟

وسط استمرار تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، ووسط استهداف جوي مكثف لمنشآت إيرانية، بما في ذلك مواقع نووية، وفقًا لتقرير نيويورك تايمز، اليوم الأربعاء، مما دفع إيران للرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، تجدد النقاش في الدوائر المتخصصة حول القنبلة الأمريكية GBU-57  الخارقة للتحصينات/ “Massive Ordnance Penetrator”، المعروفة بـ”صائدة المخابئ”، كسلاح محتمل لاستهداف منشأة فوردو النووية الإيرانية المحصنة المنيعة التي لم تصبها الغارات الإسرائيلية بأذى، وفقًا لمنصة سكريبس نيوز الإخبارية الأمريكية.

وأشارت المنصة إلى أن إسرائيل، رغم تفوقها الجوي الذي أكدته بي بي سي، لا تزال تواجه تحديات في تدمير منشأة فوردو النووية المدفونة على عمق 90 مترًا والمحفورة في بطن منطقة جبلية، وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن قنابل إسرائيل مثل  GBU-28 التي تخترق 6 أمتار من الخرسانة، غير كافية، مما يجعل الدعم الأمريكي بقنابل GBU-57، التي تُطلق من قاذفات B-2 الشبحية، خيارًا استراتيجيًا. وأشار موقع أكسيوس الأمريكي إلى أن الرئيس دونالد ترامب يرى هذه القنابل كورقة ضغط لإجبار إيران على التفاوض، بينما حذرت صحيفة وول ستريت جورنال من أن استخدامها قد يشعل حربًا إقليمية.

أما عن إيران، فبدورها، عززت دفاعاتها الجوية وتحصينات فوردو، كما نقلت وكالة فارس، مهددة برد قوي على أي هجوم أمريكي، وهذه الديناميكيات تثير تساؤلات حول دور القنابل الخارقة في الصراع وتداعياتها.

القنابل الخارقة: أداة فريدة للأهداف المحصنة

تجدر الإشارة إلى أن قنبلة  GBU-57، بوزن 30 ألف رطل، قادرة على اختراق 60 مترًا من الخرسانة أو 200 قدم من التربة، كما تقول نيويورك تايمز، وسكريبس نيوز، وقد صُممت لتدمير مخابئ مثل فوردو، وتُطلق من قاذفات B-2 الأمريكية حصرًا، وفقًا لـواشنطن بوست، وأكد روبرت هيوسون، محرر منصة “جينز إيرلونشد ويبونز” المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن قنابل GBU-57 قد تُحدث ضررًا كبيرًا بضربات متتالية، لكن التدمير الكامل غير مضمون بسبب تحصينات فوردو.

وأشار موقع تسنيم الإخباري نقلا عن مسؤول إيراني إلى أن فوردو محمية بدفاعات روسية مثل S-300 وتصاميم هندسية، لكن موقع سكريبس نيوز لفت إلى أن هجمات إسرائيلية في يونيو 2025 أضعفت بعض هذه الأنظمة.

وهذه القدرات تجعل القنبلة أداة استراتيجية، لكن نجاحها يعتمد على التخطيط.

حدود إسرائيل: الحاجة إلى دعم أمريكي

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل استخدمت 50 مقاتلة في هجمات على طهران، كما ذكرت جيروزاليم بوست، ولكن قنابلها GBU-28، التي تخترق 6 أمتار من الخرسانة، غير كافية، وفقًا للمحلل والمراسل العسكري الإسرائيلي، يوآف زيتون، في منشور عبر منصة إكس، وأضاف زيتون أن إسرائيل تسعى للحصول على قنابل GBU-57 الأمريكية أو تهدف إلى تعطيل مداخل منشأة فوردو، وكانت صحيفة هآرتس قد أكدت أن هجمات 13 يونيو 2025 لم تؤثر كثيرًا على فوردو.

ونقلت منصة سكريبس نيوز الأمريكية عن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل ليتر، قوله أن الدعم الأمريكي يقتصر على أنظمة THAAD وAegis، لكن إسرائيل لديها “خطط بديلة”، وقال المحامي والسياسي الأمريكي البارز بريت ماكجورك، إن التدمير الدائم لفوردو يتطلب GBU-57 أو دبلوماسية.

الموقف الأمريكي: دعم محدود وتهديدات بالتدخل

الجدير بالذكر أن ترامب، كما أفادت منصة سكريبس نيوز، يرفض التدخل المباشر، لكنه أشار في منشورات عبر موقعه تروث سوشيال إلى إمكانية استخدام المقاتلات B-2  والقنابل GBU-57، أما موقع أكسيوس، فقد ذكر أن ترامب يرى القنابل كورقة تفاوض، كما أكد عدد من الخبراء عبر منصة إكس.

وأوضحت صحيفة  جيروزاليم بوست أن ترامب يمتلك حاملات طائرات ومدمرات، وفي الأثناء، دعا جون بولتون، مستشار ترامب السابق عبر صحيفة وول ستريت جورنال إلى ضربات بقنابل GBU-57، بينما اشار معهد واشنطن إلى تفضيل أمريكا الدعم اللوجستي، مثل تمركز B-2 في دييجو جارسيا، وحذرت صحيفة وول ستريت جورنال من أن القنابل قد تؤدي إلى حرب إقليمية، مع تهديد إيران باستهداف قواعد أمريكية.

الدفاعات الإيرانية: تحصينات وردود متوقعة

يذكر أن إيران تعتمد على أنظمة S-300 وتحصينات فوردو، كما أفادت بي بي سي التي نقلت تهديدًا إيرانيًا بـ”عواقب وخيمة” إذا دعمت دول الخليج هجومًا بقنابل خارقة للتحصينات، GBU-57، وقالت وكالة فارس إن السلطات الإيرانية أكدت تعزيز الدفاعات بعد هجمات إسرائيل.

وترى المحللة السياسية أنيل شيلاين، من مركز كوينسي، إن إيران قد ترد بضربات على قواعد أمريكية.

وأشار مارك فيتزباتريك، الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لرويترز أن منشأة فوردو قد تكون “غير قابلة للاختراق”، لكن ضربات متعددة قد تعطلها، كما أكدت منصة سكريبس نيوز.

التداعيات الإقليمية: حرب شاملة أم ضغط دبلوماسي؟

ورجحت غالبية المصادجر الصحفية الغربية أن استخدام القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات GBU-57 قد يعطل البرنامج النووي الإيراني، لكنه قد يدفع إيران لتسريع تطوير سلاح نووي أو شن هجمات انتقامية، كما حذرت بي بي سي وصحيفة الجارديان، وأشارت الجارديان إلى أن دول الخليج تخشى التورط في إجراءات لا يحمد عقباها، ويؤكد الخبراء العسكريون أن التدخل الأمريكي قد يوسع نطاق الصراع، كما أن قنبلة GBU-57 قد تلعب دورًا رئيسيًا في استهداف فوردو، لكن نجاحها غير مضمون.