كاتبة ‘رحلتي بين النيل والسين’: مشاعري تتنقل بين مصر وفرنسا (مقابلة)

تناولت د.فتحية الفرارجي أستاذ الأدب الفرنسي بجامعة طنطا، تفاصيل رحلاتها ما بين مصر وفرنسا في كتابها الصادر حديثًا “رحلتي بين النيل والسين”، لتوثق وتستكشف معالم جمالية ما بين الحياة الثقافية والاجتماعية على كل من نهري النيل والسين.والتقت “الدستور” في حوار حول رحلتها الأدبية المليئة بالدهشة بين عالمين مختلفتين يجمعهما حب للثقافة والفن.
مؤلفة كتاب رحلتي بين النيل والسين:رصدت جوانب مختلفة من الثقافتين المصرية والفرنسية
واستهلت الفرارجي حديثها مشيرة إلى “هذا الكتاب من نوعية أدب الرحلات، قمت بزيارة فرنسا، على مدار سنوات عديدة 1997، 2005، و2013، وفي كل زيارة كنت أكتب عن فرنسا وعن النيل، والكتاب يتناول موضوعات عدة، رحلاتي سواء على ضفاف النيل، أو السين.كانت بداية فكرة الكتاب مع مشرفي البروفيسور الفرنسي هنري ميترو الذي أوصاني منذ وصولي إلى فرنسا بكتابة هذا الكتاب على غرار “رفاعة رافع الطهطاوي” الذي استثمر رحلته وكتب عن انطباعاته هناك.
ورصدت الكاتبة جوانب مختلفة من الثقافيتن، مثل التعليم في مصر وفرنسا والمرأة بين مصر وفرنسا، والجامعة هنا وهناك والتحام الشواطئ، كما تناولت قطوف من الثقافة الفرنسية وتواصل تاريخي بين مصر وفرنسا.فضلاً عن ذكريات طفولتها في مصر حول النيل والطبيعة الخلابة التي تحظى بها أماكنها، وكيف كانت رحلات الطفولة لزيارة الأماكن الأثرية المصرية، مؤثرة في حياتها، لافتة: كل مدينة بمصر لها طابع أثري واجتماعي مميز خاص بها.كما تناولت كيف كان يقدس المصريين القدماء النيل، وأكثر الأشياء المحزنة بالنسبة لها، ما يحدث الآن من تلويث النهر من قبل البعض.
فتحية الفرارجي: قصة “زرافة” من مصر غيرت شكل الحياة الفرنسية
وروت الفرارجي، قصة تاريخية لمحمد علي باشا، حينما أهدى ملك فرنسا، “زرافة”، وكيف غيرت هذه الزرافة، وجه الحياة الفرنسية، حيث استقبلها ملك فرنسا في حديقة في احتفال مهيب، وحدث وقتها ولع للفرنسيين بالزرافة، فقاموا بتصميم الأثاث المنزلي والحلويات على هيئة الزرافة، وظهرت موضة تخص الزرافة في مختلف جوانب الحياة، وهناك شعراء كتبوا قصائدهم في حق “الزرافة”.كما تطرقت الكاتبة، في حوارها مع “الدستور” إلى أن كتابها به محطات مختلفة، فقد استغرق منها سنوات طويلة من الكتابة، كاشفة أنها رصدت حال فرنسا وقت التعامل بعملة باليورو، ووقت التعامل بعملة الفرانك، وكتبت حول التحولات الاجتماعية والاقتصادية على مدار هذه السنوات العديدة.
فتحية الفرارجي: تعليم الأطفال في فرنسا يعتمد على الرفاهية والمتعة
وألقت الكاتبة الضوء على التعليم سواء في مصر أو فرنسا، موضحة: الاهتمام بجانب التعليمي للطفل في فرنسا يبدأ من الصغر من خلال الرحلات الترفيهية والتعليمية، حيث يستكشف الطفل هناك معلومات جديدة في كل رحلة، كما تعتمد الدراسة على الرفاهية والمتعة.ومن أهم الأشياء التي يتعملها الطفل عند الصغر تنظيم الوقت وممارسة الرياضة، وحينما يعود للمنزل بعد يومه الدراسي لا يشعر الطفل بحقيبة دراسية ثقيلة، بل أن التكليفات والمهام الملقاه عليه تكون عادة بسيطة جدًا.ومنع استخدام الأطفال في فرنسا للموبيل في المدراس، هو شيئًا ممنوعًا، مشيرة إلى اهتمام فرنسا بتوفير المكتبات العديدة للأطفال التي تضم قصص مشوقة لهم تجذبهم للقراءة، كما تساعد المدارس الأهالي في استكشاف مواهبهم.الهرم المصري في فرنسا مرتفع جدًا، وهناك اهتمام بالرعاية الصحية والطبية بشكل كبير جدًا من قبل الحكومة الفرنسية، حيث يعيش الكبار في عمر الثمانين بصحة جيدة، لا يعانون من الكثير من الأمراض مقارنة بالكبار حول العالم.
الكاتبة فتحية الفرارجي: قلبي بين مدينتين مصر وفرنسا
وحول الثقافة الفرنسية، قالت: تهتم فرنسا أيضًا بالجوانب الثقافية، فهناك أجندة لكل شهر بالفعاليات الثقافية، من مسرح وسينما وزيارة الحدائق، وأيضًا تنظم باستمرار التظاهرات الثقافية المتنوعة.وتهتم الثقافة في فرنسا بربط القديم بالحديث، من خلال إعداد عروض مسرحية معاصر بموسيقى تراثية وتجسدها في بعض أماكن أثرية على سبيل المثال، إضافة إلي اهتمام الشعب الفرنسي بـ احترام الوقت، وتنظيم المواعيد.وفي ختام حديثها مع “الدستور” وصفت الفرارجي هذه الرحلاتها العديدة التي قامت بها بين النيل والسين، قائلة: “قلبي بين مدينتين مصر وفرنسا، فلدي بيت بين البلدين”.

وقدر صدر لها العديد من المؤلفات باللغة العربية والفرنسية، منها كتاب “رحلتي بين النيل والسين”، رواية “شدو لارين”، وقصة أطفال “أنا طبيبك يا أمي بلا دواء”، وديوان باللغة الفرنسية “الصحراء وأمطار الشتاء” وعدد من الدواوين في الشعر الفرنسي، والكتب الفرنسية المتخصصة في الجوانب الاجتماعية بفرنسا.