محمد الغامدي: ممثل المنتجين ودليل صناعة الإعلام في السعودية

محمد الغامدي: ممثل المنتجين ودليل صناعة الإعلام في السعودية

في المشهد الثقافي والإعلامي السعودي المتسارع، تبرز أسماء تركت بصمتها ليس فقط من خلال الحضور، بل من خلال الفعل المؤثر. ومن بين هذه الأسماء يلمع اسم محمد الغامدي، رئيس جمعية المنتجين والموزعين السعوديين، رجل المرحلة الذي يقف في مفترق التحوّلات الكبرى التي تشهدها المملكة في مجال الإنتاج الإعلامي والسينمائي.رؤية تتجاوز الحدودمنذ توليه رئاسة الجمعية، لم يكن محمد الغامدي مجرّد إداري يؤدي وظيفة تنظيمية، بل كان رؤيويًا يحمل همّ تطوير صناعة الإعلام المحلي، وتحديث أدواتها، وفتح آفاقها على العالم. فبرؤيته، لم تعد “الإنتاجية” مجرد عمليات فنية واقتصادية، بل أصبحت منصة حضارية تعبّر عن هوية الوطن، وقيمه، وطموحاته.الداعم الأول للمحتوى المحليبصوته الهادئ ولكن الحازم، استطاع الغامدي أن يكون همزة الوصل بين المبدعين وصناع القرار، وبين المنتجين والجهات الداعمة، فكان من أوائل المروّجين لبرنامج حوافز الاسترداد المالي، الذي أطلقته هيئة الأفلام السعودية. رأى فيه “منجزًا تاريخيًا” لصناعة الأفلام، لأنه يُعيد الاعتبار للاحترافية، ويشجّع الاستثمار، ويعزز جودة المحتوى السعودي في المنافسة العالمية.المنتِج الذي يفهم لغة الفنانما يميّز محمد الغامدي أنه لم يأتِ من مقاعد البيروقراطية، بل من صلب الواقع الإعلامي. يعرف متطلبات المنتج، واحتياجات الفنان، وتفاصيل كواليس العمل، ولهذا حاز ثقة الأوساط الفنية والإعلامية. دعمه المستمر لإقامة الورش، ولتنظيم الفعاليات، وتكريمه للأسماء المخضرمة والصاعدة، يعكس إيمانه بأن الصناعة لا تزدهر دون الوفاء لأهلها.الرسالة أبعد من الجمعيةقيادته لجمعية المنتجين لم تقف عند حدود العمل المؤسساتي. في عام 2020، تم اختياره رئيسًا لمهرجان العرب للتلفزيون والبث الفضائي، تكريمًا لدوره الريادي في دعم الإعلام العربي. لم تكن هذه الخطوة سوى اعتراف إقليمي بأن محمد الغامدي يُجيد تمثيل صوت المنتج السعودي والعربي على السواء، بصوت عقلاني، طموح، وشغوف بالنهضة الثقافية.كلمة أخيرةفي زمن تتغيّر فيه معادلات الإنتاج، وتتنافس فيه المنصات والمضامين، يبقى محمد الغامدي واحدًا من الوجوه النادرة التي تمسك بالخيط الذهبي بين الأصالة والتجديد، بين المهنية والروح، بين الفن والصناعة. هو ليس فقط رئيسًا لجمعية، بل حارسًا للذائقة، وعرّابًا لمرحلة سعودية جديدة تُكتَب بالكاميرا، وتُروى بالصورة، وتُؤمن بالمحتوى الهادف.