بعد فترة من الاختفاء.. «الدستور» تكتشف مكان محمد فريد أبو سعدة آخر أفراد “جماعة المحلة”

بعد فترة غياب عن الوسط الثقافي دامت لسنوات؛ عثرت “الدستور” على مكان الشاعر والمسرحي الكبير محمد فريد أبو سعدة في إحدى دور المسنين بمنطقة الهرم؛ وبعد الإطمئنان على حالته الصحية أثناء زيارتنا له ؛ نناشد وزارة الثقافة بقيادة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة تكريمه بما يليق بمسيرته ومنجزه الشعري والمسرحي والروائي بإعتباره أخر أنبياء الشعر وأخر أعضاء “جماعة المحلة” التي نشأت في قصر ثقافة المحلة أواخر الستينيات مع كل من جابر عصفور ونصر أبو زيد وسعيد الكفراوى ومحمد المنسى قنديل ومحمد صالح وجار النبى الحلو، ومنذ صدور مسرحيته الشعرية الأولي “سيفك يا طومان باي” عام 1969؛ مرورًا بأعماله الشعرية والروائية:”السفر إلى منابت الأنهار 1985، وردة للطواسين 1988، الغزالة تقفز في النار 1990، وردة القيظ 1993، ذاكرة الوعل 1996، طائر الكحول 1998، معلقة بشص 1998، جليس لمحتضر 2001، سماء على طاولة 2003، مكاشفتي لشيخ الوقت 2008، سيرة ذاتية لملاك 2009، أنا صرت غيري 2012، ذاكرة الوعل 1997، أطير عاليا 2017، الصبي الذي كنت2017 “.
محمد فريد أبو سعدة الذى سجل أسمه بحروف من نور في سجل شعراء جيل السبعينيات؛ لما عرف عنه من صور شعرية مغايرة بين أبناء جيله بعد ان تطايرت تلك الصور من مدينته بالمحلة مسقط رأسه بوسط الدلتا لترددها الألسن وتلتقطها الآذان بإعتبارها قريبة منهم وتمس حياتهم وتعبر عنهم يتواجد الآن في أحد دور المسنين بمنطقة الهرم؛ تاركًا ورائه ذكرياته وأعماله الشعرية والمسرحية والروائية، والتي تعود لستينيات القرن الماضي وحتي يومنا هذا لكنه لا زال محتفظًا ببشاشة وجوه وإبتسامته التي جمعت حسنيات أصدقائه من “جماعة المحلة” رفقاء الدرب من التنويرين الذى قادوا مشاعل التنوير في مصر وقراها ونجوعها وهو ما رأيته عندما أستقبلني والكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان اليوم في إحدى دور المسنين بمنطقة الهرم مهبتجًا بالزيارة؛ ومتمتمًا بأبيات من الشعر وكأن لسان حاله يقول دون أن يقول عل كلماتي تدوى مرة أخرى فى أروقة المحافل الثقافية بإعتباره أخر أصوات أنبياء الشعر الذى تؤنسه الملاكة من حوله ويضع قدمه على قدم ولاية الشعر والمسرح.

جدير بالذكر أن، من أعمال محمد فريد أبو سعدة المسرحية؛ والصادرة من فصل واحد، والتي نشرت في كتابين: «حيوانات الليل»، و«عندما ترتفع الهارمونيكا»، كما فازت مسرحيته «ليلة السهروردي الأخيرة» بجائزة اتحاد الكتاب المصريين، وعرضت على خشبة المسرح بعنوان «سيد الوقت»؛ وصدر له رواية “قبلة الريح” في عام 2019″.

ورغم حصول محمد فريد صالح أبو سعدة على بكالوريوس الفنون التطبيقية، ودبلوم الدراسات العليا في الصحافة، وعمله بمؤسسة دار المعارف، وتوليه إدارة النشر الثقافي بها قبل تفرغه للكتابة، وصدور أعماله الشعرية الكاملة عن عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2013 فى ثلاثة أجزاء من القطع المتوسط، وحصوله على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر، ووسام الامتياز عام 1993، وجائزة اتحاد الكتاب (في المسرح) عن مسرحية “ليلة السهروردي الأخيرة” عام 2003، وتكريمه في الملتقى الأول لقصيدة النثر العربية 2010، وجائزة اتحاد كتاب المسرح عام 2003، وتُرجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية، وتكريمه في العيد الفضي لمؤتمر أدباء مصر في نفس العام، وحصوله على جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2014؛ إلا أن آخر أعضاء “جماعة المحلة” مازال يحمل بين ضلوعه رصيدًا من الإبداع فى الشعر والمسرح والرواية وسيرته الذاتية التي لم ترو حتى اليوم؛ بما يليق بمنجزه الشعري والمسرحي والروائي والثقافي والمسرحي؛ ودوره المجتمعي وحضوره الذى أضاء قناديل المحافل الثقافية بكلمات عّبرت عن هموم القارىء المصرى والعربي.