تقرير إسرائيلي ينتقد نتنياهو: مفاوضات غزة مجرد مسرحية متكررة.

حذّر الصحفي الإسرائيلي البارز رونين بيرجمان، في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الأحد، من أن إسرائيل والمنطقة بأكملها باتت عالقة في “حلقة زمنية تراجيدية” تدور بلا توقف، وتعود دائمًا إلى نقطة البداية، في إشارة إلى الجمود السياسي والميداني المتكرر في ملف مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
صفقة “وشيكة”.. مجرد وهم إعلامي؟
وتساءل بيرجمان عن مصدر التقارير التي تحدثت مؤخرًا عن “صفقة وشيكة”، مرجحًا أن تكون هذه الأنباء قد سُربت من جهات داخل المؤسسة الإسرائيلية، وأحيانًا من أطراف أميركية، بهدف صناعة أجواء إعلامية دراماتيكية، دون أن تستند إلى وقائع حقيقية. ووصف هذه المحاولات بأنها “معلومات مضللة” استهدفت خلق انطباع كاذب بتحقيق اختراق في المفاوضات.
الدوحة.. مسرحية سياسية جديدة
وقال بيرجمان إن ما جرى خلال الأسبوع الأخير، منذ رد حركة حماس على مقترح مدير الـCIA ويليام بيرنز، لم يكن سوى “ديكور إعلامي” ومحاولات مكشوفة لترتيب وفود إلى الدوحة في مشهد أقرب إلى “لعبة سياسية لكسب الوقت”، بينما الهدف الأساسي للمفاوضات – وهو تحرير الأسرى – بات ثانويًا أمام الاستعراض السياسي، حسب تعبيره.أكثر من 600 يوم من الأداء المسرحيوأضاف أن إسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، “تشارك في هذه المسرحية منذ أكثر من 600 يوم”، بينما يبقى جوهر السؤال: “هل تفعل إسرائيل حقًا كل ما بوسعها لدفع حماس إلى إطلاق سراح الأسرى؟”.رفض حماس طبيعي.. والضمانات غائبةونقل بيرجمان عن مصدر مطلع قوله إن حماس لا تجد في المقترح الحالي ضمانات كافية لإنهاء الحرب، مما يجعل من غير المرجح أن توافق عليه. وأوضح المصدر أن الرسائل الإسرائيلية لحماس تبدو متناقضة، وكأنها تقول: “أطلقوا جزءًا من الأسرى وسنمنحكم وقف إطلاق نار لبضعة أسابيع – ثم نعود لنقتلكم”، أو “ارفضوا الصفقة، وسنعود أيضا لنقتلكم”.السيناريو الأسوأ.. تصفية الأسرى؟
وفي ختام التقرير، أشار المصدر إلى تصريحات منسوبة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي قال فيها إنه “في حال فشل الصفقة، سيتجه الجيش نحو حسم حماس”، مضيفًا أن هذا يعني في واقع الأمر “تصفية الأسرى”، والإعلان عن معظمهم كمفقودين لا تُعرف أماكن دفنهم.