بلا احتفالات أو طعام.. غزة تواجه أول أيام عيد الأضحى وسط جوع ودمار متزايد

أوقفت إسرائيل توزيع الطعام والوجبات من مراكز التوزيع الإسرائيلية الأمريكية ليتوقف مرة أخرى توزيع المساعدات على الفلسطينيين في غزة مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، لتختفي معالم العيد بالكامل عن القطاع المنكوب والمحاصر.وبحسب وكالة “بلومبرج” الأمريكية، فقد علقت آلية توزيع الغذاء المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة في قطاع غزة عملياتها لليوم الثالث على التوالي، بعد سلسلة من الحوادث الدامية التي وقعت بالقرب من مراكز توزيعها، وأثارت موجة انتقادات دولية متزايدة.
الجوع يضرب غزة
وتابعت الوكة الأمريكية، أن المبادرة التي أطلقتها مؤسسة صندوق غزة الإنساني، وهي منظمة غير ربحية مقرها سويسرا، كانت قد بدأت نشاطها في غزة الأسبوع الماضي، وذلك بعد حصار إسرائيلي طويل دام لأشهر أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع. من جانبه، قال توماس فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، في بيان شديد اللهجة، إن العالم يشاهد يوميًا مشاهد مرعبة لفلسطينيين يُصابون أو يُقتلون لمجرد محاولتهم الحصول على الغذاء، وأضاف أن الأمم المتحدة تملك الطواقم والخطط والإمدادات والخبرة اللازمة، وأنه يجب السماح لها بأداء عملها داخل غزة دون عوائق.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يوم الاثنين الماضي إلى إجراء تحقيق مستقل في التقارير التي تفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت العشرات من الفلسطينيين بالقرب من محطات توزيع المساعدات في مدينة رفح.
وفي بيان صدر في الثاني من يونيو، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مستشفى تابع لها استقبل 21 شهيدًا من بين 179 مصابًا وصلوا نتيجة هذه الحوادث.وبحسب بيان صادر عن مؤسسة صندوق غزة الإنساني، فإن مراكز توزيع الغذاء أُغلقت يومي الأربعاء والخميس بسبب أعمال صيانة وإصلاحات جارية، دون أن تحدد موعدًا دقيقًا لاستئناف عملياتها.ويعتمد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ سنوات على المساعدات المقدمة من وكالات الأمم المتحدة، خاصة ومنذ اندلاع الحرب، التي دخلت شهرها العشرين وأسفرت عن استشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، دفع الدول الأوروبية الحليفة لإسرائيل مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بتوجيه انتقادات علنية لسياسة الحكومة الإسرائيلية في غزة، معتبرة أن العمليات العسكرية التي أدت إلى تدمير جزء كبير من القطاع، ساهمت في تفاقم الأزمة الإنسانية ودفعت نحو المجاعة. وتدرس هذه الدول فرض عقوبات تجارية وقيود على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل للضغط عليها من أجل إنهاء الحرب.واعتبر المسؤولون أن الوكالة الدولية غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية لسكان غزة، متهمين إياها بتسييس العمل الإنساني. وفي المقابل، تؤكد الأمم المتحدة أنها تتعرض للتضييق الممنهج من قبل السلطات الإسرائيلية، خاصة في ما يتعلق بإدخال المساعدات.