كيف تنقلّت العائلة المقدسة عبر محافظات مصر؟.. خبير أثري يشرح الأمور

قال الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الإشكالية الخاصة بمسار العائلة المقدسة داخل مصر تكمن فى استحالة عبور قارب صغير يحمل العائلة المقدسة كما هو مصور فى كل الأيقونات المسيحية من شمال النيل إلى جنوبه ليسير ضد التيار فلا بد من مركب شراعى كما كان يبحر قدماء المصريين للحج إلى أبيدوس، والإشكالية الثانية استحالة أن يقتربوا من حصن بابليون أثناء قدومهم وهو معقل الرومان فى مصر وإلا كان تم القبض عليهم من قبل أنصار الملك هيرودس يأتى ذلك بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة الى مصر فى الاول من شهر يونيو.وأضاف ريحان فى تصريحات خاصة أن حل هذه الإشكالية جاء فى كتاب للدكتور حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا الحاصل على وسام فارس من إيطاليا “المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر”، والذى حقق الرحلة بنفسه وزار كل مواقعها وقد أهدى منه نسخة لقداسة البابا تواضروس الثانى.وأشار حجاجي فى كتابه إلى وجود طريقين لرحلة العائلة المقدسة، الطريق السرى كان منذ قدومهم من فلسطين حتى وصولهم إلى الدير المحرّق وكانوا يتحركون بسرية تامة خوفًا من أن يلحق بهم جنود هيرودس ويقبضوا عليهم وطريق جهرى بعد موت هيرودس.وتابع: الرحلة السرية كما حققها الدكتور حجاجى إبراهيم تبدأ من رفح ونفس الطريق بسيناء إلى الفرما فى طريق بعيدًا عن الحامية الرومانية، ثم إلى مسطرد وبلبيس إلى تل بسطا ثم كفر الدير بمنيا القمح بالشرقية حيث البئر الشهير بئر شيشنق وبه حاليًا كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح ومنه إلى سخا بكفر الشيخ ومنها إلى نبع الحمراء بوادى النطرون ومنه إلى سمنود بالغربية ثم إلى موقع شبرا الخيمة حاليًا بالقليوبية ثم إلى باسوس ثم مسطرد ثم أون وتضم عين شمس والمطرية ثم المرج “المراجو” ثم اتجهوا إلى طريق الزعفرانة حاليًا إلى موقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وتفجرت هناك الآبار ثم طريق الشيخ فضل الذى يؤدى إلى محافظة المنيا حاليًا ثم إلى الجرنوس بمغاغة ثم إلى سمالوط وعبروا منها بالمعدية إلى جبل الطير شرق النيل ثم الأشمونيين غرب النيل ثم بئر السحابة أو الصحابة والإسمين صحيحين فمن أسماء السيدة مريم السحابة ثم كوم ماريا إلى دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة.وبدأت الرحلة العلنية بعد موت هيرودس الملك الذى كان يطلبهم وبدأوا يتحركوا جهرًا بين الناس وقد احتفوا بهم وغنوا لهم الترانيم الشهيرة والاحتفاليات التى سجلت تراث عالمى لامادى باليونسكو عام 2022، ثم اتجهوا إلى “درنكة” بأسيوط ثم أبحروا مع التيار فى نهر النيل من الجنوب إلى الشمال ثم عبروا بالمعدية إلى موقع المعادى حاليًا إلى موقع بئر رومانى يشغله ضريح أبو السعود الجارحى الآن ثم إلى الموقع الذى بنى عليه جامع عمرو بن العاص وبه بئر قديم شربت منه العائلة المقدسة ثم البئر خارج حصن بابليون ثم مغارة أبوسرجة بعد أن زال الخطر من الحامية الرومانية بالحصن بعد موت هيرودس إلى حارة زويلة وبها بئر وصهاريج إلى مسطرد وأون (الحلمية والمطرية وعين شمس) ثم تل بسطة ومنها إلى الفرما ورفح إلى فلسطين.