باريس سان جيرمان يسعى لتحقيق أول ألقابه في دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى مدينة ميونخ الألمانية، التى تستضيف للمرة الخامسة فى تاريخها نهائى بطولة دورى أبطال أوروبا، بين باريس سان جيرمان الفرنسى وإنتر ميلان الإيطالى، فى العاشرة مساء غدا، على ملعب «أليانز أرينا»، فى مواجهة تعد بالكثير من الإثارة، وتحمل آمالًا متباينة للفريقين، لكن بهدف واحد: معانقة المجد الأوروبى.ما يزيد من رمزية المواجهة، أن ميونخ لم تشهد من قبل تتويج فريق سبق له الظفر باللقب، فى النهائيات الأربعة الماضية، وهو ما يمنح باريس سان جيرمان دفعة معنوية إضافية، مع سعيه لتحقيق أول ألقابه على الإطلاق فى البطولة، ليُنهى عُقدة أوروبية طال أمدها منذ انطلاق مشروعه الطموح فى ٢٠١١.ورغم أن الفريق الباريسى بات رقمًا صعبًا فى «القارة العجوز» خلال السنوات الماضية، فإن اللقب الأوروبى بقى عصيًا عليه، حيث خاض ١٦٧ مباراة فى دورى الأبطال دون أن يظفر بالكأس حتى الآن، ما يجعله بين أكثر ٣ أندية مشاركة دون لقب.ولعلّ أقرب مرة لبلوغ الحلم كان فى نهائى ٢٠٢٠، حين سقط أمام بايرن ميونخ بهدف نظيف فى لشبونة، ليبقى لقب مارسيليا عام ١٩٩٣ هو الوحيد فى سجل الكرة الفرنسية على مستوى دورى الأبطال، وكان قد تحقق بالمصادفة أيضًا على أرض ميونخ.ويأمل المدرب الإسبانى لويس إنريكى فى أن يسطر اسمه بأحرف من ذهب، عبر قيادة الفريق الباريسى إلى التتويج القارى الأول، ليصبح بذلك سادس مدرب فى تاريخ المسابقة يفوز بها مع ناديين مختلفين، بعد أن تُوج بها سابقًا مع برشلونة عام ٢٠١٥. ولعل الإنجاز الأهم أن اللقب، فى حال التتويج، سيمنح باريس الرباعية المحلية والقارية، بعدما حسم بالفعل بطولات: الدورى الفرنسى وكأس فرنسا وكأس الأبطال هذا الموسم.فى المقابل، يدخل إنتر ميلان اللقاء بدوافع مختلفة، فهو لا يسعى فقط إلى استعادة أمجاده الأوروبية، بل أيضًا لإنقاذ موسمه محليًا، بعدما خسر لقب الدورى الإيطالى لصالح نابولى بفارق نقطة وحيدة.ويُعد نهائى ٢٠٢٥ هو الثامن فى تاريخ «النيراتزورى» على مستوى دورى أبطال أوروبا، علمًا بأنه تُوج باللقب ٣ مرات سابقًا أعوام ١٩٦٤ و١٩٦٥ و٢٠١٠. وما يميز «إنتر» هذا الموسم أنه تخطى محطات معقدة فى طريقه إلى النهائى، بعدما أزاح بايرن ميونخ من ربع النهائى، ثم خاض ملحمة كروية أمام برشلونة فى نصف النهائى حسمها بنتيجة إجمالية ٧-٦.ويعتمد سيمونى إنزاجى، المدير الفنى للفريق الإيطالى، على كتيبة متمرسة تغلب عليها الخبرة، وهم اللاعبون الذين تجاوزوا سن الثلاثين، بعدما شاركوا فى نحو ٤٣٪ من دقائق الفريق خلال النسخة الحالية من البطولة. ورغم التقدم فى العمر، برهن هذا الجيل على قوته الذهنية والتنظيمية، إذ لم يتأخر «إنتر» فى النتيجة لأكثر من ٦ دقائق فى أى مباراة طوال المسابقة، وبلغت نسبة تأخره الإجمالية ١٪ فقط.وما يزيد من رغبة «إنتر» فى التتويج هى خسارته للنهائى عام ٢٠٢٣ أمام مانشستر سيتى، الأمر الذى سيدفع لاعبيه دافعًا مضاعفًا للثأر واستعادة هيبة الفريق الإيطالى على الساحة الأوروبية، متسلحًا بمجموعة مميزة من اللاعبين.من الناحية الفردية، يبرز الفرنسى عثمان ديمبيلى فى صفوف باريس سان جيرمان، بعدما نجح فى تسجيل ٨ أهداف وصناعة ٤ أخرى، خلال مشوار الفريق فى دورى أبطال أوروبا هذا الموسم، ليصبح أكثر لاعب فى تاريخ النادى مساهمة تهديفية فى موسم واحد بالبطولة. ولعلّ أبرز لقطات «ديمبيلى» كانت تسجيله «هاتريك» على الأراضى الألمانية ضد شتوتجارت فى دور المجموعات، وهو يعى جيدًا أن قيادته الفريق لتحقيق دورى أبطال أوروبا، ستعنى تصدره سباق المرشحين للفوز بـ«الكرة الذهبية» لأفضل لاعب فى العالم هذا الموسم.أما فى «إنتر»، فإن المهاجم الأرجنتينى لاوتارو مارتينيز يتصدر المشهد، ويملك الفرصة ليصبح أول لاعب فى تاريخ النادى يسجل ١٠ أهداف فى موسم أوروبى واحد، إلى جانب الانضمام لقائمة نادرة من اللاعبين الذين سجلوا فى جميع الأدوار الإقصائية الأربعة فى نسخة واحدة من البطولة.وهناك إحصائية لافتة تصب فى مصلحة الفريق الإيطالى، تتمثل فى تسجيله الهدف الافتتاحى فى ١١ من أصل ١٤ مباراة خاضها حتى الآن فى النسخة الحالية من دورى الأبطال، وما يعكس شخصية هجومية واضحة منذ بداية اللقاءات.وتتجه التوقعات إلى مباراة نهائية متكافئة وصعبة، يصطدم فيها طموح باريس سان جيرمان القارى برغبة إنتر ميلان فى التتويج الرابع، ضمن أجواء خاصة بمدينة ميونخ.