انطلاق فعاليات الصالون الثقافي في جريدة “الدستور” بمشاركة الباز

بدأت، منذ قليل، فعاليات صالون الدستور الثقافي، الذي يتناول جولة في مسيرة وعالم د.نوال السعداوي وذلك في حضور العديد من الشخصيات الأدبية والإعلامية.الصالون يتحدث فيه الناقد والشاعر والمؤرخ شعبان يوسف، وذلك بمقر جريدة الدستور بمنطقة الدقي.
نوال السعداوي
وعن نوال السعداوي يقول شعبان يوسف في مقال نشر في جريدة حرف، الصادرة عن مؤسسة الدستور: “تتحدث نوال السعداوى فى كتابها “أوراقى.. حياتى” عن المكونات الأولى لثقافتها الأدبية، حيث كتبت كتابها الأول “مذكرات طفلة اسمها سعاد”، فى صباها الأول، وكان عمرها فى ذلك الوقت أربعة عشر عاما، وبالطبع لم تنشره إلا عام 1990.يضيف شعبان يوسف:” قصة هذا الكتاب تعود إلى عام 1944 عندما طلب مدرس اللغة العربية كتابة موضوع إنشاء من ثلاث صفحات، واختار نوال هذا العنوان الذى ذكرناه، وظلّت أسبوعا كاملا تكتب حتى ملأت الكراسة، ورسمت رسمة طفولية على غلاف الكراسة، وعندما قرأ المدرس هذا الموضوع، أعطاها صفرا، وأخذت نوال الكراسة لتخفيها بين أوراقها، لتظل خمسة وأرعين عاما، حتى تكتشفها وتنشرها، ورغم أن الصفر الذى منحه المدرس لها، أحبطها وأقفها سنوات وسنوات عن الكتابة، لكنه لم يعطلها عن القراءة، بل بالعكس كان الصفر محفزا ومحرضا لها على القراءة”.
صالون الدستور الثقافي
ففى العام 1945، كانت نوال فى السنة الثالثة بمدرسة حلوان الثانوية، وكان قد تقدّم لها “عريس” يحمل درجة الليسانس، ولكنها رفضته بقوة وراحت تبحث عن التعليم والقراءة والمعرفة والحرية، وظلّت هذه المفردات شبه مقدسات فى حياة نوال السعداوى.كانت المدرسة داخلية وكانت انشغالات البنات تتجسد فى فارس الأحلام، بينما كانت نوال تبحث عن الروايات والقصص، ورغم أن زميلة لها، كانت تنظر للقراءة بازدراء، إلا أن زميلة أخرى رمقتها بامتعاض عندما وجدتها تقرأ روايات وقصصا، وقالت لها:_ روايات إيه وكلام فارغ إيه، ده كلام رومانتيكى!وكانت نوال تسمع كلمة رومانتيكى لأول مرة، واتضح فيما بعد أن زميلتها سامية التى نطقت بهذه الكلمة، ابنة رجل كان عضوا فى الحزب الشيوعى، ومن ثم تعمّقت العلاقة بين نوال وسامية، وكانت سامية تحمل جريدة “الجماهير” السرية، جريدة الحزب الشيوعى، ولم تكن قادرة على قراءة هذه الجريدة إلا فى “المرحاض”، وكانت كلمات “العمال والفلاحون والطبقات الكادحة والبروليتاريا والبورجوازية والخونة إلخ” تتواتر أمامها فى هذه الجريدة.ويختتم شعبان يوسف:”ورغم أن الوالد كان ينتمى إلى حزب الوفد، وكان له بعض المشاركات فى ثورة 1919، إلا أنه لم يعترض على توجه قراءات نوال ابنته، ولكنه كان مشجعا لها على القراءة، وبالتالى تفتح وعى نوال على قراءة الأدب، وبالأخص الروايات، وفى الإجازة الصيفية فى ذلك العام، قرأ الأب مؤلفها الأول “مذكرات طفلة اسمها سعاد”، وقال لها “انت عندك موهبة”، وقرأته أمها، وقالت لها: القصة حلوة يانوال، والمدرس ده غبى”، تقصد المدرس الذى أعطاها صفرا.