كاريزما تتجاوز السياسية والمراكز الحكومية: كيف فرض ترامب هيمنته على مهرجان كان؟

في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على فعاليات مهرجان كان السينمائي لعام 2025، لم تكن السينما وحدها هي الحاضرة بقوة، بل اقتحم اسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشهد بقوة، ليصبح أحد أبرز محاور الحديث، سواء على السجادة الحمراء أو خلف الكواليس الثقافية والسياسية.
مهرجان كان وترامب.. صدام الفن بالسياسة
بينما يتابع العالم عروض الأفلام المتنافسة على “السعفة الذهبية”، شهدت أروقة مهرجان كان نقاشات حادة حول تأثير السياسات الأميركية، وتحديدًا قرارات ترامب المتعلقة بالصناعة السينمائية، حيث برزت مخاوف من فرض رسوم جمركية على الأفلام غير الأميركية، بالإضافة إلى محاولاته التأثير على لوائح الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحماية الإنتاج المحلي في منصات البث.
مهرجان كان يتحول إلى ساحة مواجهة فنية مع ترامب
لم يكن هذا العام في مهرجان كان مجرد احتفال بالفن السابع، بل تحوّل إلى ساحة ثقافية يختلط فيها الإبداع الفني بالجدل السياسي. فقد أثار إعلان ترامب في مايو عزمه فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية قلقًا واسعًا بين المنتجين والموزعين الأوروبيين، وخصوصًا مع محاولات الضغط الأميركية لتعديل قوانين الاتحاد الأوروبي لصالح المنصات الأميركية الكبرى.وفي مشهد لافت، استغل الممثل روبرت دي نيرو منصة مهرجان كان لتوجيه انتقاد لاذع لـترامب، واصفًا إياه بـ”الرئيس الجاهل”، مؤكدًا أن الفنون بطبيعتها تتعارض مع التوجهات الانغلاقية وتُعبّر عن التنوع والحرية.
صناع السينما يردّون على ترامب من مهرجان كان
من جهته، سخر المخرج الأميركي ويس أندرسون من خطة ترامب لفرض رسوم على الأفلام غير الأميركية، مشيرًا إلى أن السينما لا يمكن حصرها بجغرافيا أو قيود اقتصادية. كما عبّر المخرج الفرنسي بيير جوليفيه عن قلقه من تسييس الثقافة، معتبرًا أن الولايات المتحدة في عهد ترامب باتت خصمًا ثقافيًا وسياسيًا لأوروبا.وقد أكد كثير من صناع السينما خلال لقاءاتهم في المقاهي والأجنحة الخاصة داخل مهرجان كان، أن سياسات ترامب تهدد التنوع والإبداع، بل وتضر بصناعة السينما العالمية.
مهرجان كان كمنصة ثقافية تواجه الهيمنة السياسية
الأكاديمي الفرنسي فرانك فارنيل قال إن مهرجان كان لطالما كان أكثر من مجرد فعالية سينمائية، بل منصة عالمية للدفاع عن حرية التعبير، ومواجهة السياسات التي تسعى لتقييد الفن. واعتبر أن تدخلات ترامب تشكّل تهديدًا مباشرًا لمهمة المهرجان في دعم الأصوات المستقلة والمهمّشة حول العالم.من ناحيتها، رأت المحللة السياسية جيهان جادو، المقيمة في فرساي، أن مهرجان كان هذا العام عكس بوضوح حجم التأثر بين السينما والتحولات السياسية العالمية، مشيرة إلى أن سياسات ترامب، خاصة ما يتعلق بالرسوم الجمركية، طغت على كثير من النقاشات في المهرجان.
مهرجان كان في مواجهة مع ترامب: السينما كصوت عالمي
في النهاية، يبدو أن مهرجان كان قد تجاوز دوره الفني هذا العام، ليصبح ساحة تعبّر عن رفض الممارسات التي تهدد الفن والحرية. وبينما يسعى ترامب لتشكيل صناعة تابعة لقراراته الاقتصادية، يصرّ الفنانون في مهرجان كان على أن السينما ستبقى ساحة مقاومة، وصوتًا يعكس العالم كما هو، لا كما تريد السياسات رسمه.