بمناسبة ذكرى وفاة هيجو: رابط رفيع من الحرير وقيد قوي من الحديد بين “أحدب نوتردام” و”البؤساء”

بمناسبة ذكرى وفاة هيجو: رابط رفيع من الحرير وقيد قوي من الحديد بين “أحدب نوتردام” و”البؤساء”

“حرروا الحرية والحرية تفعل الباقى”، هكذا قال الكاتب الفرنسى الشهير فيكتور هوجو الذى توفى فى الثانى والعشرين من مايو  فى عام 1885، ويعد واحدا من أعمدة الرواية فى العالم. 

مولده وانتماءاته 

ثمة تشابه بين تولستوى وفيكتور هوجو فى النشأة والفكر، حيث ولد كلاهما فى طبقة ثرية تنظر لأبناء الطبقة الفقيرة نظرة العبيد، فلم يكسبهما ذلك إلا حبا فى المهمشين والمعدمين فسخرا موهبتيهما فى انصاف المطحونين والوقوف أمام الطبقة المتسلطة.واستطاعا من خلال كتاباتهما أن يلفتا انتباه العالم إلى طبقة  البسطاء، من زاويتين أما الأولى فهى تخص الطيبين من الفقراء وهم يستحقون حياة أفضل، حياة مفعمة بالعدل والحرية. واما الزاوية الثانية وهى تخص فئة  المجرمين من الطبقة الفقيرة ونلاحظ أن فيكتور هوجو وتولستوى جعلا هذا الإجرام ناتج عن سوء معاملة الطبقة العليا واضطهادها لهم، فى هذه السطور نتناول أهم روايتين للكاتب الفرنسى فيكتور هوجو 

أحدب نوتردام.. بالحب نكون أقوى

تعد رواية أحدب نوتردام للكاتب الفرنسى فيكتور هوجو واحدة من اشهر الروايات العالمية، لسببين أساسيين اما الأول فهو حرفية الكاتب وقدرته البالغة على سرد الأحداث بأسلوب شيق يعتمد على الأبعاد النفسية لشخوصه، أما السبب الثانى هو فكرة الرواية لأنها إنسانية بامتياز بما يعنى أنها تتخطى  الزمان والمكان. ويستعرض فيكتور هوجو فى بداية روايته احتفال المملكة الفرنسية بزواج ولى العهد فى كنيسة نوتردام، ثم يتطرق إلى العوام والمهمشين والغجر الوافدين من البلدان النائية ليشاركوا فى الاحتفال بالرقص والغناء والألعاب. كما يتطرق إلى طبقة الصفوة ورجال الدين، ثم يعرج بنا إلى شخصية الأحدب  كوازيمودو، ذاك الدميم الذى يعتبره أهل باريس من نسل الشيطان لدمامة وجهه وظهره وساقيه. وهذا الأحدب يعمل قارعا لأجراس كنيسة نوتردام وهو فى الأساس غجرى لقيط كان يعيش مع أسرة تعتمد على السرقة فأخذه القس ورباه فى الكنيسة، لا يخرج منها حتى يتقى الناس شر دمامته وقبحه. وكان الأحدب يرى العالم من منظور أسود حتى التقى بالفتاة الغجرية الجميلة أزميرالدا  فى حفل الزفاف، تدخل الغجرية فى صراعات كبيرة مع أحد النبلاء فتدخل السجن فيقوم الأحدب بتهريبها إلى الكنيسة، لأنها  المكان الوحيد الذى لا تستطيع الشرطة الدخول إليه. وهنا يتغير لون الحياة فى وجه الأحدب الذى أحب الغجرية حيث  رأى في شخصيتها قبل ملامحها جمال الحياة. كذلك أحبته الجميلة فأضحى الأحدب أقوى مما كان وأجمل حتى وإن كان دميم الوجه والجسد. 

الهدف من الرواية 

أراد فيكتور هوجو أن يقول إن الجمال هو جمال الروح وليس جمال الملامح. 
كما اراد فيكتور هوجو أن يقول من خلال روايته أحدب نوتردام إن المهمشين فى الأرض لهم الحق فى الحرية والكرامة الإنسانية.

البؤساء.. السجن ورغيف الخبز 

”  البؤساء” هى العمل الأدبي الأهم لفيكتور هوجو، وتعد واحدة من كلاسيكيات الأدب العالمى. ويعد سبب ذيوع رواية البؤساء وانتشارها بل وبقائها حتى يومنا هذا هو بساطة الفكرة تلك البساطة المحيرة التى لا يقدر عليها إلا كاتب محترف مثل هيجو.
تحكى القصة عن جان فالجان الذى لم يجد عملا يقتات منه وينفق على شقيقته الأرملة وأبنائها فسرق رغيف خبز، فتم سجنه على إثر ذلك تسعة عشر عاما. فكرة بسيطة للغاية لكنها معقدة للغاية أيضا.،حيث أراد هوجو ان يوضح للعالم مدى الظلم والقهر الواقع على الفقراء الذين يحلمون فقط برغيف خبز، يسد جوعهم فيكون مصيرهم السجن اما لصوص الملك لويس ينهبون ما يشاؤون دون رقيب. يخرج فالجان من السجن ويسرق للمرة الثانية بعد ان رفضه الجميع لانه خريج سجون، ينتحل فالجان اسما مستعارا “فالدين ” كى يحترمه الناس فى بلد غريب عن بلده، وبعد سنوات يصبح فالجان أو مالدين رجلا غنيا. ولكن لأن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن فى اوقات كثيرة، ظهر شخص يشبه فالجان اضطر أيضا لسرقة رغيف فتم القبض عليه ليقضى فتره عقوبة الرغيف وفترة عقوبة فالجان فى السرقة الثانية، وهنا يتقدم فالجان إلى العدالة ليفصح عن نفسه كى يخرج سارق الرغيف فيقضى فالجان عقوبة أخرى في السجن  .