توقعات بتقارب روسي عربي قريب

توقعات بتقارب روسي عربي قريب

لبحث سبل ضمان السلام فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستهدافًا لتعزيز التعاون، ذى المنفعة المتبادلة، فى مختلف المجالات، دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، السبت الماضى، القادة العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية إلى المشاركة فى قمة روسية عربية، تعتزم بلاده عقدها منتصف أكتوبر المقبل. ولعلك تتذكر أن روسيا كانت قد استضافت، فى أكتوبر ٢٠٢٤، القمة السادسة عشرة لتجمع «بريكس»، التى شهدت مشاركة مصر، وعدة دول عربية، بعد انضمامها للتجمع.خلال لقائه سلطان عُمان هيثم بن طارق، فى موسكو، الشهر الماضى، قال الرئيس الروسى إن العديد من قادة الدول العربية الصديقة لروسيا يدعمون فكرة إقامة قمة روسية عربية. وموجّهًا «تحية حارة» لكل القادة العرب، بمناسبة انعقاد قمتهم الرابعة والثلاثين، بالعاصمة العراقية بغداد، أوضح بوتين، فى برقية نشرها موقع الرئاسة الروسية، السبت، أن بلاده عازمة على مواصلة تطوير الحوار البنّاء مع جامعة الدول العربية وتعزيز التقارب والعلاقات الودية مع جميع أعضائها، لافتًا إلى أن دور الجامعة، كآلية فعالة للحوار المتعدد الأطراف، يصبح ضروريًا، بشكل خاص، فى مثل هذه الحالة. هنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن النسخة الأولى من القمة الروسية الإفريقية تم إطلاقها فى أكتوبر ٢٠١٩، خلال رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى، بجهود مشتركة بين الرئيسين السيسى وبوتين، واستهدفت تعميق العلاقات وتعزيز التعاون بين الطرفين. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن مدينة قازان، عاصمة «تتارستان»، إحدى دول الاتحاد الروسى، التى يمثل المسلمون ٧٠٪ تقريبًا من عدد سكانها، تستضيف سنويًا منتدى «روسيا- العالم الإسلامى»، الذى يهدف إلى تعزيز التعاون بين روسيا والدول الإسلامية، وتنسيق الأجندة الاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية عبر هياكل منظمة التعاون الإسلامى.قبل ساعات من دعوة الرئيس بوتين، وتحيته الحارة، للقادة العرب، التقى الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، فى بغداد، ميخائيل بوجدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسى إلى الشرق الأوسط والدول الإفريقية، وجرى خلال اللقاء تناول العلاقات المصرية الروسية والحرص المشترك على مواصلة الارتقاء بها. كما بحث الجانبان التطورات فى قطاع غزة، واستعرض وزير خارجيتنا الجهود المصرية لاستئناف وقف إطلاق النار، والخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، مشددًا على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين، وعلى ضرورة التوصل إلى حل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية. ولدى تناول التطورات فى ليبيا وسوريا والسودان، توافق الطرفان على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار هذه الدول.المهم، هو أن القمة الروسية العربية ستنعقد «فى وقت بالغ الصعوبة»، بوصف الرئيس بوتين، الذى أشار إلى أن تصاعد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى الذى أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين أدى إلى تصاعد حاد فى التوتر، وتفاقم العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية فى البلدان المجاورة وفى الشرق الأوسط ككل. ومع تأكيده أن جميع القضايا الخلافية يجب أن يتم حلها على أساس قواعد القانون الدولى والاحترام الصارم لسيادة الدول وسلامة أراضيها، أشار بوتين إلى أن روسيا تدعم، بشكل ثابت، الجهود السياسية والدبلوماسية التى تبذلها الدول العربية، سواء داخل الجامعة أو فى صيغ أخرى، لحل الأزمات القائمة فى المنطقة، معربًا عن ثقته فى أن القمة ستسهم فى تعزيز التعاون متعدد الأوجه، ذى المنفعة المتبادلة، وستساعد على تحقيق السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا… وتبقى الإشارة إلى أن قممًا عديدة، ثنائية ومتعددة الأطراف، جمعت بين الرئيسين المصرى والروسى، أحدثها تلك التى جرت فى موسكو، منذ أيام، على هامش مشاركة الرئيس السيسى فى احتفال روسيا بالذكرى الثمانين لـ«عيد النصر»، والتى تناولت مستجدات الأوضاع فى سوريا وليبيا والسودان، وأعرب خلالها الرئيس بوتين عن تقديره الكبير لدور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للمساعى المصرية الهادفة إلى استعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار الإقليمى، وكذا لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، التى أقرتها القمة العربية غير العادية، التى استضافتها القاهرة فى ٤ مارس الماضى.