مليارات الدولارات من الأضرار: أزمة تهدد مساكن الأمريكيين بسبب التغيرات المناخية.

مليارات الدولارات من الأضرار: أزمة تهدد مساكن الأمريكيين بسبب التغيرات المناخية.

حذّرت مجموعة بحثية مختصة في نمذجة المخاطر، من أن الكوارث المرتبطة بالمناخ تزيد من مخاطر حجز المنازل والعقارات في الولايات المتحدة، وتتسبب في خسائر ائتمانية مرتبطة بالرهون العقارية تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا خلال العقد المقبل.وأظهر تقرير صادر عن “مجموعة “فيرست ستريت” لنمذجة المخاطر” نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية اليوم الإثنين، أن ولايات فلوريدا ولويزيانا وكاليفورنيا وحدها قد تمثل أكثر من نصف خسائر الرهون العقارية المتوقعة في عام 2025، نظرًا لكونها الأكثر عرضة للعواصف الفيضانات والحرائق.

الخسائر الاقتصادية

وأوضحت الصحيفة، أن هذا التقرير صدر في الوقت الذي لا تزال فيه الخسائر الاقتصادية لأحدث الأعاصير التي اجتاحت ولايتي ميسوري وكنتاكي، والتي أسفرت عن مقتل 25 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، قيد الحساب، مضيفة أن الأضرار غير المؤمّنة الناجمة عن الفيضانات، بالإضافة إلى انخفاض قيمة المنازل وارتفاع أقساط التأمين الناجمة عن الكوارث المناخية المُدمّرة بشكل متزايد، قد تُؤدي إلى خسائر ائتمانية تصل إلى 1.2 مليار دولار في عام 2025.وقدّر التقرير أن نحو 19 ألف منزل في الولايات المتحدة معرض للحجز أو الرهن القسري “Foreclosure”- كما تُعرف هذه العملية في الولايات المتحدة – هذا العام بسبب مخاطر المناخ المتزايدة.ووفقًا لحسابات First Street، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير ليصل إلى 84 ألف حالة حجز بحلول عام 2035، مع خسائر مالية محتملة تُقدّر بحوالي 5.4 مليار دولار في قطاع الرهون العقارية.كما كشفت بيانات من شركة ATTOM العقارية أن المقرضين الأمريكيين بدأوا إجراءات حجز الرهن العقاري لأكثر من 253 ألف عقار خلال عام 2024، ما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في الضغوط التي تواجه سوق الإسكان في ظل تغير المناخ والتقلبات الاقتصادية.من جانبه، قال رئيس قسم الآثار المناخية في شركة فيرست ستريت جيريمي بورتر- تعليقًا على ذلك: “أسواق الرهن العقاري الآن في طليعة مخاطر المناخ”. وأضاف:”تُظهر نماذجنا أن المخاطر المادية تُقوِّض بالفعل الافتراضات الأساسية لتأمين القروض وتقييم العقارات وخدمة الائتمان- مما يُؤدي إلى مخاطر مالية نظامية”.وبحسب “فاينانشيال تايمز” فإن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى ظواهر مناخية أكثر تواترًا وتطرفًا، مثل العواصف والجفاف والفيضانات. كما أن تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ يُفاقم بالفعل خسائر التأمين، والتي ستصل إلى 320 مليار دولار عالميًا بحلول عام 2024، وفقًا لشركة ميونيخ ري، أكبر مجموعة تأمين في العالم.وفي عام 2024، عانت الولايات المتحدة وحدها من أضرار بلغت تكلفتها 182.7 مليار دولار على الأقل نتيجة الكوارث المناخية والطقس المتطرفة، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. واستجابةً لذلك، رفعت شركات التأمين الخاصة أقساط التأمين، وتوقفت عن إصدار بوالص تأمين جديدة، أو ألغت التغطية التأمينية بالكامل في المناطق عالية المخاطر، مثل كاليفورنيا وفلوريدا، اللتين تشهدا معدلات عدم تجديد بوالص أعلى من المتوسط.بالمقابل، يمكن أن تؤدي أقساط التأمين المرتفعة إلى ارتفاع معدلات التخلف عن سداد الرهن العقاري وبطاقات الائتمان، وفقًا لتقرير صادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس في يناير إذ أشار مسئولو البنك إلى أن هذه المخاطر التي تهدد الجدارة الائتمانية للمقترض- والناجمة عن تغير المناخ – يمكن أن “تهدد في النهاية الصحة المالية للأسرة، وقد تؤثر على استقرار النظام المالي خلال عام 2024 بسبب مخاطر المناخ المتزايدة”. ووفقًا لحسابات First Street، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير ليصل إلى 84 ألف حالة حجز بحلول عام 2035، مع خسائر مالية محتملة تُقدّر بحوالي 5.4 مليار دولار في قطاع الرهون العقارية.