“تدوين” تتناول موضوع ختان الإناث لدى المهاجرين السودانيين في القاهرة.

تفاصيل مؤتمر “تدوين” بعنوان تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بين المهاجرين السودانيين في القاهرة الكبرى: التصورات والإتجاهات.عقدت مؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، مساء الثلاثاء، مؤتمرًا صحفيًا بأحد فنادق القاهرة، تحت عنوان: “تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بين المهاجرين السودانيين في القاهرة الكبرى: التصورات والاتجاهات”، وذلك بمشاركة باحثين وخبراء وممثلين عن منظمات دولية ومحلية.تضمّن المؤتمر ثلاث جلسات ناقشت نتائج دراسة ميدانية أجرتها المؤسسة، سلطت الضوء على استمرار ممارسة ختان الإناث داخل بعض المجتمعات السودانية المقيمة في مصر، رغم وجود قوانين تجرّم هذه العادة في كل من السودان ومصر.العوامل المؤثرة في استمرار الختان في الجلسة الأولى، استعرض أحمد بدر، رئيس وحدة البحوث بمؤسسة تدوين، أبرز نتائج الدراسة، موضحًا أن استمرار هذه الممارسة بين السودانيين في مصر يرتبط بعدة عوامل، أبرزها:وجود العديد من السودانيين في مكان واحد في بعض مناطق القاهرة الكبرى مثل فيصل وأكتوبر، حيث تنتقل العادات والتقاليد مع المجتمع.الربط الثقافي بين ختان الإناث ومفاهيم العفة والطهارة، وهو ما يعزّز تمسك بعض العائلات بالممارسة.الخوف من فقدان الهوية الثقافية أو الاندماج في مجتمع جديد، ما يدفع بعض الأسر للتمسك بعاداتهم الأصلية كوسيلة للشعور بالأمان.وأشار بدر إلى أن غياب بعض أفراد الأسرة المؤثرين، ووجود قانون يجرّم الختان كما هو الحال في مصر والسودان، يشكلان عوامل محتملة لتراجع هذه الظاهرة، مؤكدًا أن التغيير يبدأ من إعادة النظر في التصورات المغلوطة حول الختان، وأهمية الإعلام والتوعية في إيصال رسائل واضحة للمجتمع.
ترميم ما أفسده الختان
وفي الجلسة الثانية، تحدثت ريهام عواد، المؤسسة والمديرة الطبية لعيادة ترميم الختان في مصر، مشيدة بتنظيم المؤتمر، ومؤكدة أن العيادة التي أُنشئت منذ خمس سنوات تُعد الأولى من نوعها في تقديم رعاية طبية ونفسية للفتيات والسيدات المتضررات من ختان الإناث.وقالت عواد إن 30 إلى 40% من الحالات التي تراجع العيادة حاليًا هن من الجالية السودانية، مشيرة إلى أن العديد منهن يعانين من مضاعفات جسدية ونفسية تؤثر مباشرة على جودة حياتهن وعلاقاتهن الزوجية. ونقلت عن بعض السيدات قولهن: “عمري ما هعمل كده في بنتي” و”أنا عمري ما هنسى اليوم اللي اتعمل لي فيه الختان”.
أهمية الدراسة وسياقها الإقليمي
ومن جانبها شددت ديما دبوس، الممثلة الإقليمية لمنظمة “إيكوالتي ناو” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تصريحات خاصة لـ”الدستور” على أهمية الدراسة، معتبرة إياها “الأولى من نوعها” التي تلقي الضوء على واقع الختان في أوساط المهاجرين السودانيين في مصر.وقالت: “الدراسة جاءت استجابة لوضع طارئ فرضته الحرب في السودان، ووجود عدد كبير من اللاجئين السودانيين في مصر، أهمية الدراسة لا تكمن فقط في نسب الممارسة، بل في فهم السياق الاجتماعي والثقافي الذي يحيط بها.”وأضافت أن وجود قوانين تجرّم الختان لا يعني بالضرورة اختفاءه، مشيرة إلى الحاجة لفهم أعمق لتشابك العوامل الاجتماعية والثقافية، خاصة في المجتمعات العابرة للحدود.