رحيل الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي عن عمر يناهز 82 عامًا

رحيل الفنان التشكيلي عصمت داوستاشي عن عمر يناهز 82 عامًا

غيب الموت – قبل قليل – الفنان التشكيلي الكبير، عصمت داوستاشي، عن عمر ناهز الثانية والثمانين، إثر رحلة ومسيرة فنية طويلة، أثري خلالها المشهد التشكيلي المصري بالعديد من الأعمال الفنية.ولد الفنان عصمت داوستاشي، في عام 1943، وهو فنان متعدد المواهب، تخرج بقسم النحت لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، لكنه لم يقصر نشاطه الفني علي الأعمال المجسمة والتركيبية، بل تعداها لميادين التعبير البصري الأخري المتعددة.تتمتع تجربة الفنان عصمت داوستاشي بتنوع المنتج الفني في مجالات متعددة، كما أنه أحد الأسماء المهمة بين الفنانين المصريين الذي تأثروا بفنون ما بعد الحداثة شغفًا بتجاوز التقليد والمحاكات، واعتماد قيم الجمال الرمزي الدلالي وأبعاده الفكرية والفلسفية.يصف الفنان وليد قانوش أعمال عصمت داوستاشي بأنها: “يغلفها إحساس بالغموض والشاعرية وتعكس إحساسًا روحيًا عميقًا، متجاوزًا ما كان يُعتبر مسلمات على مستوى المعايير الجمالية أو الموروث الأكاديمي.. وابتكار صيغ جديدة للتواصل قائمة على التحكم في الإيحاء داخل الصورة بخبرته الفنية ومهنيته، مؤمنًا أن دور الفنان ليس نقل الواقع بل في التعبير عنه عبر مضامين وعلاقات مركبة، تناغمية وإيقاعية وانسجاميه..”.هذا يقودنا لقاعدة مهمة عن تجربة الفنان عصمت داوستاشي وهي أنه لا حوار معه إلا من خلال رموزه التي ينسجها بوعي ودقة في سياق تعبيري مدعوم بمفاهيم ومصطلحات تقبل الذاتية والتأويل، فيجعلك أمام مداخل متعددة للعمل، حيث كل رمز يمكنه أن يكون بداية طريقك للولوج للعمق المعنوي.. كما أن الرمز لديه من وعاء الثقافة الشعبية بفطرتها وأصالتها تلك الأصالة التي يحافظ عليها حتى لا يفقدها الرمز رغم صياغاته التشكيلية المعاصرة وأسلوبه التحويري في تناول الإشكال والعناصر المساعدة بحيث تخدم الفلسفة التي يراها داخل كل تكوين يحدده.. فنشعر أمام كل منجز إبداعي بعمق التصور ورحابة الخيال وجدية الطرح وثراء العقل”.